وجدت الأبحاث العلمية أنه وفي حين أنّ بعض الأشخاص يخسرون الوزن من الرياضة وحدها، إلّا أنّ معظم الناس يعجزون عن ذلك. توجد عوامل كثيرة تلعب دوراً ملحوظاً عندما يتعلّق الأمر بخسارة الوزن، بما فيها خيارات نمط الحياة والعادات الصحّية التي قد تدفعكم إلى اكتساب الكيلوغرامات حتى عندما تبذلون جهداً كبيراً.
إليكم الأسباب الأكثر شيوعاً لعدم بلوغ النتائج المرجوّة من الرياضة، وفق المتحدثة باسم «Academy of Nutrition and Dietetics» وخبيرة التغذية، توراي أرمول، من أوهايو:
الاعتماد كثيراً على رقم الميزان
ستمرّون بأيام تتعاملون فيها مع الأكل والشرب بطريقة مختلفة، وتتعرّقون أكثر نتيجة التمارين أو درجة حرارة الطقس، أو تنامون أقل بسبب التوتر... يمكن للرقم على الميزان أن يترنّح لكلّ هذه الأسباب. بدلاً من الاستعانة به، إنتبهوا إلى المنافع الأخرى التي قد تكتسبونها من روتينكم البدني الجديد مثل تعزيز مستوى الطاقة، والإحساس براحة أكبر عند ارتداء الملابس، والشعور بمزيد من السعادة والاندفاع وبتوتر أقلّ، وتحسّن الصحّة العامّة... هذه هي فوائد الرياضة التي تستحقّ العناء أكثر من الكيلوغرامات التي تتمّ خسارتها.
إستهلاك كالوريهات أكثر من حرقها
أظهرت دراسة صدرت حزيران 2019 في «Journal of Clinical Nutrition» أنّ الأشخاص يميلون إلى خسارة كيلوغرامات أقل من المتوقّع عندما يمارسون الرياضة بسبب زيادة الشهيّة والكالوريهات المستهلكة. عند الانخراط في نشاط بدني، يبدأ الجسم بحرق سعرات حرارية أكثر فيشعر طبيعياً أنّ عليه التعويض من خلال الأكل أكثر. ناهيك عن أنّ الأشخاص يميلون إلى المبالغة في تقدير مجموع الكالوريهات الذي يحرقونه أثناء الحركة. المطلوب إذاً الانتباه جيداً إلى الرقم الفعليّ الذي يتمّ صرفه خلال حصّة الرياضة، وكذلك بالنسبة إلى الأكل المستهلك.
وجود مشكلة صحّية
إذا كنتم فعلاً تمارسون الرياضة، وتأكلون بشكل صحيح، وتنامون لساعات كافية ولكنكم تجدون أنّ وزنكم يستمرّ في التصاعد، ربما عليكم إستشارة الطبيب. اضطرابات الغدّة الدرقية والحصول على بعض الأدوية قد يسببان زيادة الوزن، بغضّ النظر عن الوقت والجهد المبذولين للأكل بطريقة صحّية والانخراط في أيّ نشاط.
إختيار سناكات غير جيّدة قبل التمرين وبعده
مع زيادة الشهيّة نتيجة حرق سعرات حرارية إضافية، يسهل بلوغ الأطعمة المصنّعة والمعلّبة التي تحتوي على سكريات بسيطة. بدلاً من إسكات جوعكم بالتشيبس، والكوكيز، والكراكرز، إلجأوا إلى سناكات صحّية عقب الانتهاء من الرياضة مثل الفاكهة، والخضار، والدهون الصحّية، والبروتينات الجيّدة لتحصلوا على مغذيات تضمن الشبع بحصص أصغر. وفي حين أنه من المفيد الحصول على طعام معيّن بعد الحركة للانتعاش، إلّا أنّ الأمر قد لا يكون ضرورياً دائماً. يستهلك العديد من الأشخاص كالوريهات كثيرة ببساطة لأنهم يريدون الحصول على سناك بعد مرور 30 إلى 60 دقيقة على نشاطهم. لكن في حال تناول الغداء أو وجبة صغيرة قبل ساعة من الرياضة، يُرجّح أنّ لا حاجة للأكل بعدها. من الجانب الآخر، إذا لم تستهلكوا الطعام قبل نشاطكم لأنكم تنتظرون التعويض بعد الانتهاء منه، فقد تبلغون مرحلة الجوع الشديد الذي يدفعكم إلى المبالغة في الأكل وبالتالي زيادة الوزن. لذلك سيطروا جيداً على مستويات الشبع.
الإفراط في البروتينات والكربوهيدرات
المشاركون في الماراثون قد يحتاجون إلى التركيز على الكربوهيدرات قبل موعد السباق، ولكن إذا كنتم تركضون لأقل من ساعة، فأنتم لا تحتاجون بالضرورة إلى التركيز على هذه المغذيات، علماً أنّ الأمر ذاته ينطبق على البروتينات. يحبّ الناس التركيز على البروتينات لأنها أساسية للجسم، غير أنّ الإفراط في تناولها سيسبّب زيادة الوزن نتيجة استهلاك كالوريهات إضافية.
عدم شرب كمية كافية من المياه
ينسى الأشخاص جرعة السوائل الإضافية التي يحتاجونها عند ممارسة الرياضة، لذلك عليهم التأكد دائماً من أنهم يُلبّون احتياجاتهم اليومية لها. يتمّ غالباً الخلط بين العطش والجوع، وهذا يجب أن يدفع إلى تعزيز المياه المستهلكة بالتزامن مع زيادة الحركة.
تجاهل رفع الأثقال
تمارين الكارديو ترفع الأيض أكثر وتزيد مستويات الجوع، غير أنّ رفع الأثقال يُشكّل طريقة قويّة لعكس ذلك. فضلاً عن أنه عند اكتساب عضلات إضافية، يتمّ في الواقع حرق سعرات حرارية أكثر أثناء الراحة وعدم القيام بأيّ شيء. رفع الأثقال لا يحفّز الشهيّة بقدر الكارديو، كما أنّ التركيز عليه يساعد على العيش أطول، وهي فائدة أهمّ بكثير من مجرّد التخلّص من بضعة كيلوغرامات.
التحرّك فقط خلال الرياضة
عند التركيز كثيراً على الوقت الذي تخصّصونه للرياضة ولكنكم تجلسون خلال الساعات المتبقية من اليوم، أو تقسون على أنفسكم خلال التمارين فتخسرون الطاقة للتحرّك خلال الـ24 ساعة المقبلة، فأنتم بذلك تمنعون ارتفاع مجموع السعرات الحرارية الذي تحرقونه خلال اليوم. تذكّروا أنّ عليكم الحركة باستمرار من خلال أخذ استراحات للمشي قليلاً، أو صعود الدرج بدلاً من المصعد الكهربائي، أو ركن سيارتكم في أبعد مكان ممكن...