بعدما وصل النمو الاقتصادي إلى صفر نمو، يتبارى الوزراء، إلى المناداة بـ«صفر» هدر (كلام وزير المال علي حسن خليل، وهو يتفقد الجمارك) وصفر تلوث صناعي (وهو كلام يعود لوزير الصناعة وائل أبو فاعور) في إشارة إلى التزام 49 مؤسّسة صناعية ممارسة رقابة على نفاياتها وعدم رميها في مياه الليطاني..
وإذا كرّت السبحة، يستخدم الوزير المعني لفظ «هدر» ويكمل مشروع عمله، بالإضافة المناسبة، مما يعني ان الوضع الاقتصادي وضع على الطاولة، سواء في محادثات الرئيس سعد الحريري في واشنطن أو كلام الرئيس ميشال عون في بيت الدين، حيث يسعفه مناخ المصالحة على ايلاء الوضع المالي والنقدي حيزاً من تصريحاته، التي تعبّر عن اهتماماته، فبرنامج «سيدر» سنطبقه تباعاً وبعض ما هو مطلوب قد لا نستطيع تطبيقه بسبب أوضاعنا المالية التي لا تسمح، فضلاً عن متابعة خطة ماكينزي، متعهداً بالعمل للمحافظة على الليرة في مواجهة الشائعات التي تشجّع على ضرب مالية الدولة..
وفي السياق، ينقل عن الرئيس نبيه برّي قوله ان على الحكومة ان تعطي الأولوية للملف الاقتصادي، بمواكبة المجلس، كاشفاً عن لقاء مرتقب له الشهر المقبل مع ديفيد شينكر الذي تسلم ملف الوساطة الحدودية في ما خص بالترسيم البحري من سلفه ديفيد ساترفيلد..
ويفتتح الرئيس سعد الحريري الذي عاد فجراً الى بيروت عند الساعة الحادية عشر والنصف من قبل ظهر اليوم الثلاثاء مرحلة التوسعة الجديدة لمطار رفيق الحريري الدولي في حضور الوزراء يوسف فنيانوس، ريا الحسن، اواديس كيدنيان، جمال الجراح ومنصور بطيش ورئيس لجنة الأشغال النيابية نزيه نجم والنائب ياسين جابر وكبارالمسؤولين الإداريين والامنيين في المطار. ويقوم بجولة على اماكن التوسعة ويستمع الى شروحات من المعنيين عما تم انجازه في هذا الخصوص.
وتهدف هذه الخطوات بحسب المعنيين الى رفع القدرة الإستيعابية في هذا المرفق الى نحو 7 ملايين مسافر، أي بزيادة إضافية وقدرها مليون مسافر، لكون القدرة الإستيعابية الحالية تصل الى 6 ملايين مسافر. كما ويتضمن هذا المشروع إعادة تموضع للنقاط الأمنية مما يسهل عملية تنقل الركاب من والى المطار، فضلاً عن استحداث «كونتوارات» جديدة لجهاز الأمن العام في قاعة المغادرة وزيادتها من 22 الى 34، كذلك الأمر بالنسبة لقاعة الوصول بحيث زاد عدد «الكونتوارات» في الجهتين الغربية والشرقية من 16 الى 24، فبتنا أمام 48 كونتواراً بدلاً من 32.
كما يترأس الرئيس الحريري عند الخامسة من بعد الظهر اجتماع لجنة النفايات الوزارية، للبحث في الوضع المستجد، بعد المعارضة الواسعة لنقل نفايات الشمال إلى مطمر تربل..
مسار المصالحات
إلى ذلك، علمت «اللواء» انه تقرر عقد جلسة لمجلس الوزراء عندالحادية عشرة من قبل ظهر بعد غد الخميس في المقر الصيفي الرئاسي في قصر بيت الدين، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن لم يوزع حتى مساء امس جدول الاعمال على الوزراء، بانتظار الاتفاق مع الرئيس سعد الحريري العائد من واشنطن، حيث يفتتح اليوم مشروع توسعة مطار الشهيد رفيق الحريري في بيروت. ويفترض توزيع جدول الاعمال اليوم الثلاثاء.
وعُلم ايضا ان «كتلة ضمانة الجبل» النيابية التي تضم النواب طلال ارسلان والدكتور ماريو عون وسيزار أبي خليل، والدكتور فريد البستاني، ستقوم بزيارة الرئيس عون في قصر بيت الدين، في الحادية عشرة والربع من قبل ظهر اليوم الثلاثاء، للترحيب به في الشوف وعرض اوضاع المنطقة وحاجاتها اضافة الى عرض الوضع السياسي العام ومسار جريمة قبر شمون- البساتين.
كما عُلم ان النائب عون سيبقى بعد اللقاء في القصر لينضم اليه وفد شعبي كبير من فعاليات الشوف، للترحيب بالرئيس عون ولعرض اوضاع المنطقة وحاجاتها.
وفي مجال اخر، عُلم ان مسار المصالحات بين القوى السياسية لا زال قائما، ويعمل عليه الرئيس نبيه بري وسيدخل على الخط ايضا رئيس الحكومة، كما ان مصادر نيابية اكدت لـ«اللواء» احتمال شمول المصالحة أو المصارحة التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، بعد عودة رئيس التقدمي وليد جنبلاط من الخارج، وزيارته للرئيس عون السبت المقبل، مرجحة ان يتناول البحث اجراء مصالحة بين التقدمي والتيار الحر، فيما يعمل البطريرك الماروني بشارة الراعي على عقد لقاء لأركان القيادات المارونية: التيار الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وتيار «المردة»، الأمر الذي رحب به الوزير جبران باسيل بعد زيارة الراعي في الديمان، مذكراً بضرورة الحفاظ على الدستور والميثاقية التي نعيش من خلالها، كما ذكّر بالمادة 95 من الدستور والتي تشكّل عنوان الشراكة بين بعضنا والحفاظ على الميثاق.
وأعلن انه مقتنع بتوحيد الجهد والكلمة والانفتاح، وان يده ممدودة لنكون جميعاً في الموقف الصحيح في الحفاظ على هذا الميثاق، ومتجاوب مع أي مبادرة يقوم بها البطريرك في هذا المجال لتوحيد الموقف والكلمة، لأنه عندما نكون موحدين من الصعب خرقنا، ونحافظ على هذا الجبل وعلى هذه الأرض والهوية والثقافة المتنوعة في بلدنا».
لكن معلومات أفادت ان بكركي غضت الطرف حالياً عن جمع الأقطاب الموارنة، لمصلحة عقد اجتماع قريب للجنة المتابعة المنبثقة عن لقاء بكركي الموسع لمعالجة الملفات العالقة ولا سيما التعيينات والنزوح السوري، على ان يُصار إلى عقد لقاء للاقطاب في مرحلة لاحقة إذا استدعت الحاجة.
«دردشة» مع عون
وفي انتظار الانطلاقة المتجددة لعجلة العمل الحكومي والتي يعول عليها كثيراً محلياً ودولياً خاصة من الناحية الاقتصادية، سجلت أمس جملة مواقف لافتة للرئيس عون تطرقت إلى ملفات داخلية عدّة، حيث أكّد رئيس الجمهورية امام الصحافيين المعتمدين في قصر بعبدا، إن الورقة الاقتصادية التي وضعها الاجتماع المالي في بعبدا، ستتحول خلال شهرين إلى خطط تنفيذية يجدر العمل بها، معلناً ان اللبنانيين سيشعرون بتحسن تدريجي على الصعيد الاقتصادي، موضحاً ان الولايات المتحدة لم تضغط علينا، واصلاً طبعنا لا يتقبل أي ضغوط، مستبعداً طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية مجدداً، نافياً ان يكون على علم بأن العقوبات ستطال شخصيات مسيحية مقربة من «التيار الحر» و«حزب الله».
وعزا الموقف الجديد من الاستراتيجية الدفاعية إلى ان كل المقاييس التي كان يجب ان نصفها تغيرت فعلام نركّز إذا كانت حتى مناطق النفوذ تغيرت.
وأشار من بيت الدين إلى ان لديه برنامجاً متدرجاً للإصلاح، وما طُلب منّا في مؤتمر سيدر سنطّبقه تباعًا، وبعض ما هو مطلوب قد لا نستطيع تطبيقه بسبب أوضاعنا المالية التي لا تسمح».
وعن ملف التعيينات، شدّد عون على أنّ «التعيينات ستناقش في وقتها، لكن آلية إجرائها كانت لها ظروفها، ولكنها ليست دستورًا.
وقال: «يتّهمني البعض بخرق الطائف، فليقولوا لي أين خرقتُه، بل أنا من يُطبّق الدستور».
وأضاف: «لا يريدون إلغاء الطائفية في الوظائف ولا يريدون الحفاظ على التوازن الوظيفي، لذا طلبتُ تفسير المادة ٩٥ من الدستور».
وكشف الرئيس عون ان بعض السياسيين الكبار أتى إليه كي يضغط على الوزير جبران باسيل، فكان جوابي «لا أضغط على أحد وعليكم أن تتكلموا معه وتعترفوا بموقعه كرئيس أكبر كتلة برلمانية».
من جهة ثانية، شدد عون على ان لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل المعروف بشقيه الدرزي المسيحي. وقال أمام رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب والوفد المرافق «وعد مني لكم بتخصيص الجبل بمشاريع انمائية لتثبيت اقامتكم في مناطقكم وقراكم، وأعرف كيف أفي بالوعد».
من جهته، قال وهاب للرئيس عون: «أنت بالنسبة لنا لست فقط رئيس البلاد بل أنت رئيس مؤسس لوطن نحلم به».
تصنيف سلبي
وفيما أكّد عون على ان العمل قائم حالياً على وضع موازنة العام 2020، وعلى ضرورة ان تصدر في 31 كانون الأوّل كموعد أقصى، لفت الانتباه امران في مستوى متقدّم من الأهمية.
الاول: التقرير الذي نقلته وكالة «بلومبرغ» عن مؤسّسة الخدمات المالية والاستثمارية الأميركية «غولدمان ساكس» وفيه ان وكالة «ستاندر اندبورز» من المرجح ان تعلن بعد أيام قليلة، وتحديداً قبل نهاية الأسبوع، تخفيض تصنيف لبنان الائتماني مما يضع سنداته في فئة تحمل مخاطر لتكون غير قابلة للدفع، حيث تكافح البلاد لاستعادة ما يكفي من العملات الأجنبية.
وقال محللون في غولدمان بمن فيهم فاروق سوسة في مذكرة الأسبوع الماضي أن «التدهور المستمر في موقف السيولة في لبنان يشير إلى انخفاض محتمل إلى CCC». تعتبر الجهات المصدرة في فئة CCC معتمدة على الشروط المواتية للوفاء بدينهم. وللمحافظة على استقرار مقرضيها والدفاع عن ربط عملتها بالدولار، يعتمد لبنان على الودائع المصرفية، ولا سيما من ملايين اللبنانيين المقيمين في الخارج، مع استخدام البنك المركزي لما يصفه «الهندسة المالية» للحفاظ على تدفق العملة الصعبة.
وعلى الرغم من أن هذا الجهد الأخير في أواخر حزيران قد ساعد في دعم الأصول الأجنبية في الاحتياطيات، إلا أن نمو الودائع أصبح سلبياً في شهر أيار للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، وفقًا لشركة غولدمان ساكس، التي لاحظت ان التوترات السياسية الأخيرة تُهدّد بتعطيل الأجندة الاقتصادية وتقليل الشهية للمخاطر اللبنانية، كما خفض البنك الأميركي توقعاته للنمو الاقتصادي في لبنان هذا العام إلى 1 في المائة.
وقالت ان قلق المستثمرين بشأن لبنان ظهرت في السوق، إذ قفزت مخاطر الائتمان الخاصة بها، المقاسة بمقايضة العجز عن سداد الائتمان، 337 نقطة أساس منذ بداية العام وارتفعت إلى أكثر من ألف نقطة لأول مرّة في آب، ويتوقع صندوق النقد الدولي ان يرتفع عبء الدين العام في لبنان إلى ما يقارب من 180 في المائة من الناتج الاقتصادي بحلول العام 2023، مؤكدة ان لبنان لم يف بالتزاماته.
عين على الجمارك ومعابر التهريب
الأمر الثاني إيجابي نسبياً، تمثل بقيام وزير المالية علي حسن خليل بجولة مفاجئة في مرفأ بيروت، مؤكداً ان «لا خيمة فوق رأس أحد من الجمارك بعد اليوم، وحق الدولة للدولة فقط».
وكشف خليل لقناة N.B.N انه بدأ بتكوين ملف كامل ودقيق عن كل وضع الجمارك، متوقعاً الوصول إلى مرحلة جديدة القاعدة الأساسية فيها هي المحاسبة واقفال أي مزراب.
وقال يجب ان نصل بالجمارك إلى صفر هدر.
تزامناً، قدم وزير الدفاع الياس بو صعب في مؤتمر صحفي، شرحاً مسهباً عن كيفية مكافحة التهريب، عبر المعابر الحدودية، ولو من باب ردّ الهجوم عليه من قبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مسجلاً ان ملف التهريب مفتوح منذ زمن، وان من طرق معالجته ليس فقط ضبط التهريب على المعابر فحسب، بل ملاحقة المهربين داخل الأراضي اللبنانية، وهم معروفون والطرق التي يسلكونها معروفة ومكشوفة.
واعتبر الوزير بو صعب هجوم «القوات» عليه عبر الكشف عن حادثة الشاحنة المسروقة، بأنه سياسي وانه يستهدف المؤسسة العسكرية، كاشفاً بأن الشاحنة سرقت في 17 كانون الثاني الماضي، ولم تتمكن من العبور إلى سوريا، لافتاً إلى انه أوّل من أطلق ملف الحدود غير الشرعية قبل «القوات»، معتبراً ما فعلته «القوات» بأنه ظلم.
القصف العوني
وعلى صعيد القصف العوني على نتائج محادثات الرئيس الحريري في واشنطن، لوحظ ان الرئيس عون لم يعلق عمّا إذا كان كلام رئيس الحكومة يثير أزمة في الداخل، مشيراً إلى انه لم يطلع على تصريحاته، لكنه رأى ان الموقف الأميركي ليس بجديد، غير ان مصدراً قيادياً في تيّار «المستقبل» اعتبر لـ«اللواء» إلى انه لا يمكن البناء على ما قاله النائب زياد أسود وغيره، وانه علينا فقط انتظار موقف رئيس الجمهورية من الزيارة ونتائجها ليبنى على الشيء مقتضاه، وكذلك موقف المسؤولين في «التيار الوطني الحر»، لافتاً إلى ان تعابير النائب أسود لا تنم سوى عن الحسد يشبه ما كان يحصل أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري بسبب عدم قدرتهم على مجاراة حركة وعلاقات الرئيس الحريري، واعتبر ان من مصلحة الحكم والعهد ان يكون هناك تفاهم مع الرئيس الحريري في كل الأمور.
وعن سبب تغيب سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى عن المحادثات، قال المصدر القيادي، ان الأمر قد يعود إلى الإدارة الأميركية، خصوصاً وان السفير كان في استقبال الرئيس الحريري في المطار لدى وصوله الى العاصمة الأميركية، علماً ان الحريري له الحق وحده بدعوة من يشاء إلى الجلسة الخاصة التي عقدها مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في مزرعته الخاصة خارج واشنطن.
تجدر الإشارة إلى ان عيسى قال في منشور على صفحته عبر موقع «فيسبوك»: «مثلما لنا مصالحنا، لهم مصالحهم. يفرض توازن المصالح نفسه عادة بين الحكماء». وختم بالقول: «أملنا الا يحاربنا غبي ومستكبر لا يعي العواقب».
مجلس الأمن
على صعيد دبلوماسي متصل، يترأس الوزير الأميركي مايك بومبيو اجتماعاً في مجلس الأمن، بالاشتراك مع وزير خارجية بولندا جاسيك شابوتوفيتش الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الامن يتمحور حول الانشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط استتباعا للمؤتمر الذي ترأسته الولايات المتحدة واستضافته بولندا في شباط الماضي ولم يشأ لبنان الذي دعي اليه آنذاك ان يلبي الدعوة الى حضور المؤتمر حتى لا يكون جزءا من مسار وارسو حول تثبيت الامن في الشرق الاوسط كونه موجها خصوصا لادانة النظام الايراني وادواته في البلدان العربية لا سيما الحشد الشعبي وحزب الله.