خرج السيّد نصرالله في الذكرى الـ 13 لحرب تمّوز يتذكّر الانتصار الذي حقّقه في العام ٢٠٠٦ غير ملتفت بما فعل هذا الانتصار الذي تحوّل إلى هزيمة على الساحة المحليّة خلال السنوات الأخيرة، فلا الحكومة نجحت ولا انجازات تذكر، أمّا حدّث ولا حرج على صعيد البلديّات و في كلّ مرّة علّل فشله بانشغاله بالحروب التي لم ينل منها إلّا خيبات الأمل .
كما أنّه تعامل مع الأمور مُتجاهلًا مفهوم النصر الحقيقي ولاسيّما أنّ المُنتصر هو الذي يفرضُ شروطه على كلّ الساحات وفي ما يُسمّى بالنصر الإلهي لم يفرض الحزب شرطًا واحدًا إذ ابتعد عن ساحة المعركة إلى ما بعد خطّ اللّيطاني، ودخل الأراضي اللّبنانيّة أكثر من 10 آلاف عسكري من القوات الدوليّة حيثُ مُنِعَ الحزب من التحرّك بحريّة داخل أرضه.
أين ولمن نُجيّر هذا الانتصار ياسيّد؟ هل تمّ تجييره فعلًا لصالح الشعب اللّبنانيّ أم انتقلنا به إلى انتصارات وهميّة أخرى في سوريا شارك الحزب من خلالها بالقتال خارج الأراضي اللّبنانيّة دفاعًا عن النظام السوري.
وإذا اعتبرنا أنّ هذه الانتصارات فعلًا حقيقيّة وصحيحة فإنّها تضعُ حزب الله والشركات التي تدورُ في فلكه وبيئته الحاضنة تحت رحمة العقوبات الأميركيّة، لذلك عذراً يا سيّد فهذه الانتصارات هي انتصارات بطعم الهزائم.
اقرا ايضا : المُستقبل يلفظ أنفاسه الإعلاميّة
أمّا إذا انتقلنا إلى تقييم المشاهد الأولى التي عُرِضَت أمس عن قصف البارجة الحربيّة الإسرائيليّة بعد 13 عامًا، إن دلّت على شيء فهي تدلُّ على اجترار الأفكار التي لا يزال يُقدّمها الحزب لبيئته الحاضنة التي تُظهرُ مدى إفلاسه ولاسيّما أنّ هذه "البروبغندا" المُعتمدة لم تعد تصلح حتى للاستهلاك المحلّي.
خلال حرب تمّوز ، وضعت إسرائيل 420 هدفاً فكان نصيب الطرقات والجسور كبيراً في عمليّة القصف التدميري الذي كبّد اللّبنانيّين خسائر بشريّة جمّة، إذ أحصي عدد القتلى بعد 6 أيام من العدوان وتبيّن أنّه 300 منهم 132 طفلاً دون الثامنة من العمر، ووصل العدد بعد شهر إلى 1126 قتيلًا، فضلاً عن 4399 جريحًا، في المُقابل خسرت إسرائيل 119 جنديًّا و44 مدنيًّا إسرائيليًّا فقط، وفق تقرير لجنة "فينوغراد".
صحيح أنّ إسرائيل كانت ترغبُ إنهاء الحرب لأنّها لا تودّ دفع الأثمان بالأرواح، غير أنّ الدمّ الذي هُدِرَ في لبنان كان طائلًا ورغم ذلك لم يَذكر الحزب خسائره البشريّة، أمّا إسرئيل قيّمت هذه الحرب عبر لجنة فينوغراد أمّا نحنُ في لبنان لم نُقيّمها من الأساس، إذ لم يتجرّأ أحد على مواجهة الحزب الذي جرّ الدولة لخوض حرب لا تعنيها، فقط لأنّه حصل على أمر إيراني لشنّ المعركة، بينما في إسرائيل عوقِبَ رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان أثنائها.
حرب تمّوز لم تُسعف نصر الله خصوصًا داخل الطائفة الشيعيّة التي اضطرّت الى دفع تكلفة الحرب و لذلك فإنّ الواقع الشيعي ضُمّدت جراحه بسرعة بعد الدعم الذي جاء من ايران انذاك الذي شغل الناس و عوّض على الناس بمبالغ طائلة ممّا جعل صناعة وهم النصر حقيقة، فولد من رحم هذا الغضب نقمة ولاسيّما من الذين خسروا أقاربهم وأحبابهم.
أوصل حزب الله بيئته إلى مكان حرج للغاية ففساد المسؤولين بات كبيرًا ، و بدأت تخرجُ عن صمتها بعض الأصوات المُعارضة هي التي وصِفَت بالأمس على لسان الأمين العامّ بـِ الشيعة المدعومين بالملايين من جهات كبرى "، هذا المُصطلح الذي استنفد وفقد معناه و هو شيعة السفارة، ناهيك عن القوى السياسيّة التي تتّهم الحزب بخراب الدولة وجرّها نحو المجهول.