لكن، القرائن الأولى ظهرت في الثمانينيات عندما لاحظ العلماء أن بعض حمم البازلت من مواقع معينة، على الأرض مثل موقع جوينا البرازيلي، كانت تحتوي على نسبة من نظائر الهيليوم 3 إلى نظائر الهيليوم 4 والتي كانت أعلى من المعتاد.
الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص هو أن هذه النسبة تعكس نسبة النظائر الموجودة على النيازك المبكرة التي تحطمت على الأرض، ويشير هذا إلى أن مصدر هذه الحمم هو منطقة عميقة في الأرض لم تتغير منذ مليارات السنين.
وقالت رئيسة فريق البحث من الجامعة الوطنية الأسترالية سوزيت تيمرمان " "لقد لوحظ هذا النمط في بازلت جزيرة المحيط، وهي حمم ظهرت على سطح الأرض منبثقة من أعماق الأرض، وتشكل جزرا مثل هاواي وأيسلندا".
وأضافت أن المشكلة هي أنه على الرغم من ظهور هذا البازلت على السطح "فإننا لا نرى إلا لمحة بسيطة من تاريخه.. لا نعرف الكثير عن منطقة الوشاح الذي جاء منها هذ البازلت الذائب".
ولمعرفة المزيد، درس الباحثون نسب نظائر الهيليوم في الماس، الذي تشكل على بعد 150 إلى 230 كيلومترا تحت قشرة الأرض، مع العلم أن هذا الماس القديم يختلف عن الماس الطبيعي.
وقالت تيمرمان "الماس هو المادة الطبيعية المعروفة الأكثر صلابة والأكثر قابلية للتدمير، وبالتالي فهي تشكل كبسولة زمنية مثالية توفر لنا نافذة على أعماق الأرض.. لقد تمكنا من استخراج غاز الهيليوم من 23 قطعة ماس قديمة للغاية من منطقة جوينا في البرازيل.. وأظهرت هذه التركيبة النظائرية المميزة التي نتوقعها من منطقة قديمة للغاية تحت سطح الأرض، مما يؤكد أن الغازات هي بقايا من وقت ما يسبق تصادم القمر والأرض".
وأضافت موضحة، أنه من علم الكيمياء الجيولوجية للماس، أمكن التعرف على أنه تشكلت في منطقة انتقالية تقع بين 410 و660 كيلومترا تحت سطح الأرض، وهذا يعني أن هذه المنطقة والبازلت والماس تشكل بعد بدايات تشكل الأرض، مشيرة إلى أنه مازال هناك الكثير من الأسئلة بشأن تلك المنطقة من الأرض وطبيعة تكونها والتركيبة الكيماوية لها وما إلى ذلك.