الجواب الأميركي كان واضحاً بأن كل الملفات سيتم تسهيلها ربطاً بالمسار السياسي الذي ستسلكه الأمور في لبنان.
استغل الرئيس سعد الحريري زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية بمناسبة دخول كريمته احدى الجامعات هناك وباشر بعقد لقاءاته الرسمية، حيث التقى مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، الذي اصبح المسؤول عن ملف ترسيم الحدود خلفاً لديفيد ساترفيلد. كما التقى نائب وزير الخارجية ديفيد هيل الذي يتولى الملف اللبناني في الخارجية الأميركية.
وتأتي لقاءات الحريري الأميركية لتكتسب أهميةً في مضمونها وتوقيتها، خصوصاً في ظل العديد من الرسائل الأميركية حول الاهتمام بالوضع في لبنان، وعدم تركه في آخر سلّم الاهتمامات والأولويات.
وبحث الحريري مع المسؤولين الأميركيين، ملف ترسيم الحدود وضرورة العودة إلى المفاوضات الجدية لإنجاز هذه العملية بعد أن كان ساترفيلد قد حقّق تقدماً بشأنها، على أن يستكملها شينكر في زيارته المرتقبة إلى لبنان الشهر المقبل. أما اللقاء مع هيل، فقد تركز حول الأوضاع السياسية في لبنان.
إقرأ أيضًا:" هل سينجح الحريري بمسعاه ؟ "
وتتحدث معلومات ان هذا اللقاء حمل في طياته شكل رسالة الى القوى السياسية مضمونها أن هيل أبلغ الحريري ضرورة الحفاظ على التوازن السياسي، وعدم السماح لحزب الله بالسيطرة على كل مقدرات الدولة اللبنانية ومفاصل قرارها. كما حُمّل الحريري رسالةً إلى المسؤولين المعنيين بوجوب انتهاج سياسة النأي بالنفس، ليس على صعيد المنطقة وصراعها فقط، بل أيضاً النأي بالنفس عن الصراعات الداخلية والانقسام إلى محاور، وذلك للحفاظ على التوازن، وعلى الدستور، وعلى روحية اللعبة السياسية بكامل توازناتها.
ويأتي اللقاء مع هيل تمهيداً للّقاء الذي يعقده الحريري مع وزير الخارجية مايك بومبيو الذي سيكتسب أهمية فيما يخص الوجهة السياسية لواشنطن تجاه لبنان في المرحلة المقبلة، خاصةً وأن الأميركيين يرسلون إشارات بأنهم سيكونون متشدّدين في التعاطي مع التراخي اللبناني أمام حزب الله وسيطرته وسطوته. ولا تنفصل الضغوط السياسية التي قد تظهر في المرحلة المقبلة عن الضغوط المالية. إذ أن الحريري التقى مسؤول مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية، وجرى البحث بينهما في العقوبات المفروضة على شركات ومؤسسات لبنانية.
وقد سمع الحريري أيضاً بحزمةٍ جديدة من العقوبات ستفرض على شخصيات محسوبة على الحزب، وأخرى حليفة له، ومن خارج جسمه التنظيمي، ما يعني ان الضغوط ستكون مستمرة لتحقيق أهداف ٍ سياسية.
أكّد الحريري في لقاءاته حرصه على التوازن والاستقرار، معتبراً أنه لا بد من مساعدة لبنان مالياً واقتصادياً خوفاً من الانهيار، خاصةً وأن أي اهتزاز اقتصادي أو انهيارٍ مالي سيضع لبنان بكليّته تحت السيطرة الإيرانية، ولذلك شدّد الحريري على ضرورة الحصول على دعم أميركي وغربي في المشاريع والمساعدات.
إلّا أن الجواب الأميركي كان واضحاً بأن كل الملفات سيتم تسهيلها ربطاً بالمسار السياسي الذي ستسلكه الأمور في لبنان.