المُستقبل يصرف موظفيه بالجملة بعد عطلة الأعياد
تَعصفُ بمؤسَّسات الحريري أزمات ماليّة صعبة لم تَعد خفيّة على أحد، كان آخرها إغلاق جريدة المُستقبل وتلاها إضراب العاملين في التلفزيون الذين يجهلون مصيرهم حتى اللّحظة.
مصادر قريبة من المستقبل كشفت لموقع "لبنان الجديد" أنّ الأسبوع المقبل يحملُ أخبارًا غير سارّة لموظفي التيّار السياسي، حيث تُرجِّحُ المصادر بدء تبليغهم بالتخلّي عن خدماتهم، ويُتوقّع أن يبلغ العدد بين 100 و 120 شخصًا بعد أن تراكمت الرواتب بذمّة الإدراة إلى ما يُقارب 15 شهرًا، وقد يستقرُّ العدد عند حدود 40 موظفًّا فقط.
وتُشير المصادر إلى أنّ مركزيّة المُستقبل ستتخلّى عن مكاتبها في قصر سبيرز (قصر بشارة الخوري سابقًا) الذي سيوضع بعهدة وزارة الثقافة لكونه مُصنّف أثريًّا. كما سيتسلم أحد المصارف المبنى الصغير المُلاصق للقصر المذكور لأنّه مرهون لصالحه.
وبحسب مصادر موقع "لبنان الجديد"، التلفزيون أيضًا أسير مخاض مفاوضات غير واضحة، تَحصل بين رؤساء الأقسام والمدير رمزي الجبيلي من جهّة وبين الأخير وبيت الوسط الذي أبدى، بحسب المصادر، انزعاجه من الإضراب واعتبره طعنة في الظهر من أبناء البيت الداخلي، وما التأخير في البت إلّا رسالة لامبالاة يودُّ نقلها إلى الموظفين الذين صبروا على الوعود لِسنواتٍ من دون تنفيذها.
إقرأ أيضًا:" لقاء مصالحة بعبدا مدخل إلى فرج إقتصادي لبناني! "
وتؤكّد المصادر إلى أنّ البحث بملف التلفزيون قد يستقرّ أخيرًا على الخطة التي أعدّها أحد الإعلاميّين الغربيّين قبل سنوات (من محطّة CNN) والتي تقضي بالتخلّي عن كامل البرامج الترفيهيّة والإكتفاء باستديو الأخبار. وهذا سيفرض حُكمًا التخلي عن عدد عظيم من الموظفين يُقارب الـ200 موظّف (هم نحو 380 أصلًا) وتُرجّح المصادر استئناف تبليغهم بالصرف بداية شهر أيلول المُقبل. وهي خطة ليست جديدة أبدًا، إذ تكشفُ المصادر أنّ جهّة قطريّة عَرَضت على الحريري قبل نحو سنتين الإستثمار بالجانب الترفيهي في التلفزيون على أن تُترَك له الحريّة بالشقّ الإخباريّ - السياسيّ لكنّه رفض لحساسيّة العلاقة بين الدوحة والرياض.
بعض الأقسام بدأت بفرض الإجازات على الموظفين للتخلّص من أعدادها المتراكمة ومنعًا لأيّ إلتباس مستقبلي يَحصل عليها كما حصل مع موظفي الجريدة التي خسروها من دون أيّ مُقابل، كما يجري مؤخرًا التقنين في تشغيل المولدات الكهربائيّة وأجهزة التكييف داخل التلفزيون. أمّا آليّة دفع الحقوق فتُرجّح المصادر أن تسلك المفاوضات المسار نفسه الذي سارت فيه مع موظفي الجريدة، أيّ أن يحصلوا على الحقوق بالتقسيط على أكثر من 20 دفعة.
مصدر مُتابع لأزمة المستقبل يقول لـِ "لبنان الجديد" أنّ "إغلاق التلفزيون أوّ التخلّي عن جزء من برامجه أو العاملين فيه، سيُشكّلُ ضربةً موجعةً لشعبيّة الرئيس الحريري في الوسط البيروتي لما لهذا التلفزيون من ذكريات في العقل الجماعي عند مناصري الرئيس الراحل رفيق الحريري، والتي يشاهدونها تسقط واحدة تلو الأخرى من دون أي محاولة جدّية تُبذل من الوريث للحفاظ على هذا الإرث".