اجتمعوا وتصالحوا وضحكوا من جديد على كل اللبنانيين بطوائفهم وأحزابهم كافة، وقليلون فقط من اللبنانيين يسألون اليوم : لماذا اختلفوا ولماذا تصالحوا وكيف؟
بسِحرِ ساحر وقدرةِ قادر وبيان، تداعى زعماء القوم واجتموا فجأة وبعد قليل زفوا إلى اللبنانيين خبر المصالحة، وهللوا وصفقوا أمام المشهد الأخير من المسرحية التافهة التمثيل والإخراج أبطالها ما يسمى بالمصطلح اللبناني "زعماء" .
حوالي أربعين يوما لم تهدأ السجالات السياسية والإعلامية على خلفية الأحداث التي حصلت في الجبل والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وإلى تعطيل البلد كله بالرغم من الإستحقاقات الخطيرة التي يواجهها اللبنانيون باقتصادهم وأمنهم.
أربعون يوما كانت كفيلة بتعرية القضاء والأجهزة الأمنية واستعادة لغة الحرب والطائفية وزعماء الطوائف وأمراء الحرب والطائفية في متاريسهم يستعيدون لغة التحريض السياسي والمذهبي، وبات البلد أمام مشهد التعطيل بكل مؤسساته، وخرج الجميع عن مسلمات السلم الأهلي والعيش المشترك وخطاب القسم وأصبح الهد قويا في الزواريب السياسية والمحسوبيات، فكان الوطن هو الضحية ينهشها هؤلاء بشجعهم السياسي وخبثهم الطائفي .
إقرأ أيضًا:" السيّد في بعلبك !! "
يوم أمس اجتمعوا وتصالحوا وضحكوا من جديد على كل اللبنانيين بطوائفهم وأحزابهم كافة وقليلون فقط من اللبنانيين يسألون اليوم : "لماذا اختلفوا ولماذا تصالحوا وكيف؟ ومن الصعوبات الإجابة على هذا السؤال حسب مفاهيم السياسة اللبنانية، وطالما كان باستطاعتهم الإجتماع وإخراج القضية بهذا الشكل فلماذا تركوا البلد وعطلوا البلد أربعين يوما ومن هو المنتصر في كل هذه المهزلة.
المنتصر هو المحسوبيات والمنتصر هو مبدأ الخروج الدائم على القوانين والمنتصر هو فساد الدولة ومؤسستها وزعمائها والمنتصر هو شريعة الغاب.
والخاسر الأكبر هو الوطن والشعب والقضاء وهؤلاء الضحايا فعلى عادة السياسة في لبنان لا غالب ولا مغلوم بمفهوم السياسيين أمام بمفهومنا نحن اللبنانيين فقد انتصرت لغة التسويات والمحسوبيات والخاسر الأكبر هو القانون والمؤسسات .
والأولى فيما حصل تغليب لغة القانون والمؤسسات، وأن يكون القضاء هو الحكم وهو المرجعية التي تبتّ في قضايا من هذا النوع وتحدد المسؤوليات في قضية كادت تهدد السلم الأهلي، ولكن أي قضاء في ظل هذا العهد الذي تجاوز كل الأعراف والقوانين وفي ظل الزعامات الأحزاب التي تستبيح القانون المؤسسات كل يوم والتي تجعل من القضاء مجرد وسيلة للمكاسب والمآرب حسب مصالحها واهدافها.