دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "القيادات السياسية وذوي الارادات الصالحة الى التحلى بجرأة المصالحة عن طريق المصارحة"، مشيرا الى ان "الرجولة ليست ببث الخلافات بل بزرع بذور التفاهم والحوار البنّاء، فقد انتهت الشريعة القديمة العين بالعين والسن وبدأت شريعة المغفرة ومبادلة الشر بالخير، ونحن ننتمي الى هذه الشريعة ونحتاجها اكثر من اي وقت مضى".
ولفت الراعي خلال قداس الهي على تلة الصليب في فاريا، الى ان "في ظل تمثال القديس شربل، الذي نقف أمامه، نرفع قلوبنا الى العلى ملتمسين نعمة الاستمرار بطبيعتنا الاساسية بالزرع الجيد في هذا الوطن فنواصل زرع الحب بمجتمعنا وكنيستنا ووطننا،" ورأى ان "الانسان الذي نتعامل معه اليوم هو طريق الكنيسة وهو نفسه طريق الدولة وطريق العمل السياسي ومحور مشروع اي عمل سياسي،" مؤكدا ان "المسيح جعل من ذاته الطريق الى كل انسان عبر التجسد والفداء، وهذا معنى ارتفاع صليب الفداء، هنا على جبل الصليب في فاريا، ومعنى ارتفاع تمثال القديس شربل على التلة، وانتم بحضوركم تجعلون من الجبل موقع اشعاع روحي، فليأخذ الرب بيدكم ويحقق امنياتكم ويكافئكم على كل شيئ".
وشدّد الراعي على "ان كما قال القديس يوحنا بولس الثاني، ان كل ما يمس الانسان بكرامته وحياته انما يمس الكنيسة وايمانها في يسوع المتجسد، ولا يحق للكنيسة ان تسكت عن المظالم بل عليها ان تعطي صوتها لمن لا صوت لهم فتدافع عن الفقراء والضعفاء والمحرومين من حقوقهم الاساسية ، ولا احد يحق له ان يمنعها عن ذلك".