من الأقوال المحكية في مجتمعاتنا، من أنه ما اجتمع إثنان إلاَّ وكان الشيطان ثالثهما، حتى بتنا نرى أنه ما اجتمع إثنان وتحدثا في السياسة إلا وكان رئيس التيار العوني حاضراً، وما التقى طرفان أو ما اجتمع حزبان إلا وكان جبران باسيل حاضراً، كأنَّ الكل هو من جنس الملائكة.! أليست هذه سياسة الأحزاب في لبنان.؟ أليس كل حزب أو تنظيمٍ يعمل من أجل مصالحه ومكاسبه للبقاء في السلطة ولتقوية حزبه من أجل الإمساك بتلابيب الدولة ومؤسساتها، دلني على حزبٍ أو تنظيمٍ أو طائفة لا يعمل خارج هذه السياسة والأطر المعمول بها في لبنان..! حتى أصبح الحديث في غالبيته من أنَّ المشكلة في البلد هو فقط "جبران باسيل" أليس هو وتياره حليفاً لحزب الله القوي في البلد..
اقرا ايضا : مفتي اللبن والعسل وخوابٍ من الخمر..!
أليس حزب الله هو الداعم الأكبر لوصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وهذا ما حصل فعلاً، حتى بات جبران باسيل متمرناً ومتمرساً على نسج العلاقات والإتفاقات من أجل الحصول على مكتسباته ومصالحه وبقائه هو المرجع للتفاوض بعد أن وصل عمه العماد عون إلى رئاسة الجمهورية وأوكل المهام إلى صهره ورئيس تياره..!من هنا أصبح باسيل يتعاطى وفق مصالحه وإن كانت على حساب شريكه المسيحي كحزب القوات اللبنانية ورئيسه الدكتور سمير جعجع، والذي عبَّر هو بنفسه مع مارسيل غانم في برنامجه "صار الوقت" بعد أن قال أن الرئيس عون يقول لي : "بوس تيريز" يعني شوف جبران"، وهذه حقيقة يتعامل معها كل الأفرقاء والأحزاب بالتفاوض مع الوزير جبران باسيل، وما يفعله ويأخذه بدعمٍ وبقوةٍ من حليفه القوي حزب الله، وهذا ما يقوله للجميع، من زعيم المختارة إلى رئيس بيت الوسط، وبالتحليل السياسي هذا ما جرى بالآونة الخيرة مع قضية تحجيم كلٌ منهما، أي جنبلاط والحريري، فتكون التسوية التي يتعامل بها باسيل منحصرة بثلاثة أطراف بدلاً من توسعتها، من هنا لا ندري هل حزب الله راضٍ عما يمارسه الوزير باسيل، أم أنه يتعاطى معه مرحلياً بعد أن كرَّس باسيل مصالحه الضيقة على حساب أفرقائه، وتهميش دور الحكومة، وتحجيم دور زعيم المختارة، كلها أسئلة ربما نرى لها إجابات في المرحلة المقبلة، وربما لا...؟ ومن يدري لربما..؟