أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "الجمهوريّة القويّة" التي نسعى إليها ليست "جمهورية افلاطون" المنشودة، كونها تتخطى المقدرات والمعطيات والوقائع في بلد كلبنان يحمل اوزار عقود من "موبئات" اقترفتها ايادي من جنوا عليه وعلى شعبه بالفساد والمحسوبيات والزبائنية والهدر وكل ما يصح في هذا المجال من عبارات "تليق بالمقام"، بل في الحد الادنى دولة غير مهددة كل لحظة بالاندحار نتيجة غياب الحكمة في التعاطي السياسي المفترض ان يكون على قدر من المسؤولية تؤهله لادارة الشأن العام".
وشدد جعجع في تصريح على أن "إجتماع الحكومة هو أكثر الخطوات إلحاحا وضرورة قصوى قبل أي أمر آخر. ذلك أن الدرك الذي إنحدرت اليه البلاد يستوجب إعلان حال طوارئ إقتصادية مالية وإستنفارا سياسيا لمواجهة الانهيار"، مشيرا الى أن "المسألة بسيطة لا تحتاج دراسات، بدءا بالشروع بتطبيق كل ما يثار من خطوات واجبة في ملفات يتم تناولها والاضاءة على مكامن الخلل الكبير فيها من دون ان توضع على سكة الحل والتنفيذ واهمها: اقفال المعابر غير الشرعية، ضبط التهريب الجمركي عبر المعابر الشرعية التي اشار اليها اكثر من مسؤول وتنظيم قطاع الكهرباء بدءا من تعيين مجلس ادارة جديد بعد انتهاء مهلة الاشهر الاربعة التي منحت لانجاز المهمة، قف عقود الـ 5300 وظيفة المخالفة لقرار وقف التوظيف، والتي حددتهم لجنة المال والموازنة، اشراك القطاع الخاص في ادارة مرفأ بيروت او تحويله الى شركة مساهمة بعد تعيين مجلس ادارة خلفا للحالي الذي مضى على خدمته اكثر من 30 عاماً".
ولفت جعجع إلى أن "هذه الاجراءات الفورية، على سبيل المثال لا الحصر، من شأنها ان ترفد المالية العامة للدولة سريعا بمليارات الدولارات، وهي بمجملها اصلاحات مطلوبة من لبنان لاستمرار مساعدته وتقديم الدعم الخارجي له"، وعن التعيينات قال: "حدّث ولا حرج...عن المحاصصة وسياسة "مرقلي تا مرقلك" التي تمنع حتى اللحظة اعتماد الآلية التي نناضل بشراسة لاجلها ولن نتراجع. هذه الآلية كفيلة بإيصال كل كفوء الى الموقع الذي يستحق وليس كل محسوب على هذا الفريق السياسي او ذاك، آنذاك ينتظم عمل الدولة وتوضع على سكة العمل الجدي والانتاج الفعلي".
ورداً على سؤال عن رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمجلس النيابي لتفسير المادة 95 من الدستور، أجاب جعجع: "المادة واضحة لا تحتاج تفسيرا والمشكلة ليست موجودة في المناصفة ولا احد يسعى الى نسفها اساساً، ثمة من يصوّر الامور على نحو غير صحيح لهدف معين لا صلة له بالواقع. مجمل ما في الامر ان في بعض الوظائف لا يتقدم العدد الكافي من الراغبين من طائفة معينة للوظيفة المحددة، فيما يتقدم هؤلاء لوظائف اخرى قد تكون ارفع في معظم الاحيان فتتفاوت والحال هذه نسب التوظيف بين طائفة واخرى بحسب طبيعة ونوع الوظيفة"، معتبرا أن "لا الظرف ولا المناخ مؤاتيين لفتح ملفات سجالية. الوقت لم يعد متاحا الا لاعلان حال استنفار قصوى لانقاذ الوضع الاقتصادي والمالي. اما اقحام البلاد في سجالات عقيمة وفتح ملفات خلافية فيزيد الوضع سوءاً، واتمنى على رئيس البلاد ان يبقى "بيّ الكل" قولا وفعلاً".
وعما يقول في ذكرى مصالحة الجبل، أكّد جعجع أن "المصالحة ليست مجرد ذكرى، هي واقع قائم ومستمر، هم وضعوا نقاط الارتكاز وواجبنا البناء عليها وصيانتها من اي خطر. اما محاولات القنص عليها فجريمة لن يغفرها التاريخ. وقد اشرت في آخر اطلالاتك الى ان 14 اذار خط احمر، هل اردت القول ان محاولة الغاء اي من اركان هذا الفريق يعيد احياءه؟ ان 14 اذار ليست مجرد فكرة تزول، هي مشروع استراتيجي يجسد رؤية لبناء الدولة، مخطئ من يعتقد ان 8 و14 لم يعودا موجودين، هما مشروعان قائمان متناقضان لا يمكن ان يلتقيا او يتقاطعا، مشروع قيام الدولة الفعلية ومشروع اللا دولة. امام هذا الواقع لا يمكن الا ان نهب للدفاع عن اي مكون يتطلع الى بناء الدولة ويشاطرنا الحلم، ونقف الى جانبه منعا لاستهدافه".