لتحديد ما إذا كنتم تفرطون في الرياضة أو لا، عليكم النظر إلى أبعد من كمية التمارين. الأمر كله يقتصر على العقلية، والجسم، والدوافع.
وفي هذا السياق، قال خبير التغذية والرياضة، الدكتور رالف كارسون، من ولاية كولورادو الأميركية إنّ «الكمية تكون نسبية، وهذا يكون واضحاً في حالة الرياضي الذي قد يتطلب نشاطه تكيّفاً وتدريباً كبيرين، ولكنه يعلم أيضاً كيف يقلّص الأمر عندما يُدرك العواقب السلبية مثل الإصابات المفرطة».
وعرضَ مجموعة إشارات للعلاقة غير الصحّية مع الرياضة، داعياً إلى التحدث مع الخبراء المعنيين في حال مواجهة إحداها:
المبالغة في تقدير عواقب الامتناع عن التمرين
إنّ عدم التمكن من الإنخراط في حصة رياضية، ولو لمرّة واحدة، يجعلكم تشعرون بالذنب والقلق من أنكم ستكتسبون الوزن فوراً، وتخسرون العضلات، وتتخلّون عن روتينكم. صحيح أنّ الإلتزام بممارسة الرياضة هو أمر فائق الأهمّية، ولكن ذلك يجب أن ينطبِق أيضاً على الصحّة العقلية والعلاقات.
القيام بالحركة رغم إدراك خطورة ذلك على الجسم
يجب التوقف عن التدريب في حال التعرّض للإصابة، وليس الاستمرار فيه عند معرفة أنّ ذلك سيُلحق الأذى بالجسم. حتى الرياضيين المُحترفين عليهم فهم أهمّية الانتعاش وإعادة شحن الجسم بالطاقة. يجب عدم تشكيل أي نوع من الضغط في حال الوجع، أو الدم، أو الكسور المُحتملة.
إحذروا الركض على الجليد والثلج، أو السباحة في العاصفة الرعدية، أو حمل الأثقال عند الشعور بوجع في المعدة! فلياقتكم البدنية يجب ألّا تأتي إطلاقاً قبل سلامتكم وصحّتكم.
بالنسبة إلى العديد من الرياضيين الذين يمارسون تمارين قهرية، فلا شيء يقف عائقاً أمام روتينهم البدني، سواء اقتصر ذلك على الإصابات، أو المرض، أو سوء الأحوال الجوية، أو البيئة غير الآمنة.
إهمال الحياة الاجتماعية
إنّ نمط الحياة المتوازن يعني السماح ببعض المرونة في الجدول. لا شكّ في أنّ اللياقة البدنية يجب أن تكون واحدة من بين الأمور العديدة المُسلّية في حياتكم، بما فيها حفلات أعياد الميلاد مع الأصدقاء، والمناسبات العائلية، والـ«Happy Hours» مع زملاء العمل. من المهمّ جداً أن تتوافر أمور أخرى تجلب لكم السعادة.
التركيز المفرط على حرق الكالوري
من المعلوم أنّ الرياضة تحرق السعرات الحرارية، وبالتالي تدعم عملية خسارة الوزن. ولكن إذا كنتم تحاولون بانتظام التخلّص من الطعام الذي حصلتم عليه من خلال صعودكم على الـ«Treadmill» مثلاً، فهذا الأمر غير سليم. التخلّص من المغذيات الموجودة في الأمعاء يمكن أن يأخذ شكل مُدرّات البول والمسهّلات وأيضاً الرياضة، وهذا يرمز غالباً إلى نوع من الاضطرابات الغذائية يُعرف بالـ«Non-Purging Bulimia».
مُساواة الرياضة بالجاذبية
يجب أن تحذروا عندما تراودكم بعض الأفكار على غرار «سأصبح بديناً إذا لم أمارس الرياضة اليوم»، أو «أنا عديم الجدوى إذا لم أركض 10 أميال»، أو «شريك حياتي لن يجدني جذاباً إذا لم أقم بالحركة 3 ساعات في اليوم...»، فكلها علامات تدلّ على أنّ علاقتكم بالرياضة غير صحّية إطلاقاً. تذكروا دائماً أنّ نشاطكم البدني غير مرتبط بقيمتكم الذاتية وجاذبيتكم وحتى معدل وزنكم، وأنّ تخصيص مساحة لأمور أخرى في حياتكم هو دائماً أساسي لصحّتكم وسعادتكم على حدّ سواء.