أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن تأثره "عندما كنتُ أستمع خلال يومَي المنتدى الإقتصاديّ- الاجتماعيّ في بكركي، هؤلاء المئتين والخمسين الذين توافدوا من لبنان وبلدان الانتشار ليتدارسوا كيفيّة تجذير شبابنا في أرضنا بخلق فرص عملٍ لهم إقتصاديّة وإنمائيّة وإجتماعيّة بكلّ حقولها، فيما كان بالمقابل المسؤولون السّياسيّون يعطّلون عمل الحكومة مع نتائجه السّلبيّة على المؤسسات العامّة، ويتمادون في المشاجرة حول صلاحيّات المحاكم، وصلاحيّات السّلطات الدّستوريّة، على خلفيّةٍ سياسيّةٍ وطائفيّةٍ ومذهيبّةٍ. والكلّ على حساب لبنان واقتصاده وشعبه، غير آبهين بالخسائر الماليّة الباهظة التي يلحقونها بخزينة الدّولة، وبحرمان ثلث الشّعب اللّبنانيّ من المال لتأمين خبزه اليوميّ".
ولفت الراعي خلال عظة يوم الأحد في الديمان الى أن "ما آلمني بالأكثر إنشغال جميع وسائل الإعلام بنقل هذه المشاجرات وترداد ما صرَّح به هذا، أو ما ردّ عليه ذاك تأجيجًا لنار الخلافات، مع إهمال أخبار المنتدى البنّاءة"، داعيا المسؤولين السياسيين الى "العودة إلى الدّستور والميثاق الوطنيّ بنصّه وروحه".
وشدد على أن :الحُكم، لكي يَسلم ويستقيم، يحتاج إلى روحٍ يبني، لا إلى نفوذٍ شخصيٍّ يهدم، ولا إلى مصالح فرديّة وفئويّة وحزبيّة ومذهبيّة تقسّم وتتقاسم الحصص. يكفي هدمًا لهذا الوطن الجميل الحبيب ونحن على مشارف الاحتفال بالمئويّة الأولى لإعلانه دولةً مستقلّةً ذات سيادة"، مشيرا الى "أننا نصلّي إلى الله برجاء كبير وايمان لكي يحفظ وطننا من شرّ المكايد، ويرسل إليه مسؤولين سياسيّين يخافون الله، وينتشلون الدّولة من خرابها والشّعب من معاناته".