لم يعد نهر الليطاني نهرًا منذ سنوات عدّة، بل تحوّل إلى مجرور صحّي بكلّ ما للكلمة من معنى وانقلبت معه أحوال المدن المجاورة لا سيّما على الصعيد الصحي والبيئي، إذ بدلاً من أن يكون نبعًا للمياه النظيفة وواحدًا من المعالم السياحية، أصبح منبعًا للروائح الكريهة والأمراض السرطانية، بعدما صار مصبًا للنفايات العضوية والصلبة ولمياه الصرف الصحي والصناعي.
اليوم، قرّر أهالي جب جنين النزول إلى الشارع لأكثر من سبب، بحسب ما يؤكد لموقع لبنان الجديد، أحد الناشطين والداعين لإعتصام جب جنين، أيمن قدورة، أبرزها إهمال الدولة للتلوّث الحاصل في الليطاني، عدا عن إنبعاث الروائح الكريهة الناتج عن تشغيل محطة التكرير في البلدة إذ تصبّ المجاري الصحية في النهر، بالإضافة إلى الإحتجاج الذي حصل بسبب مشروع الجسر الجديد. فما هي مطالب الأهالي؟
أشار قدورة إلى أنّ وزارة الأشغال العامة قامت بتكليف إحدى شركات المقاولة ببناء جسر جديد في المنطقة، لكنّ الإعتراض وقع بعدما قامت الشركة ومن أجل وضع وصبّ القواعد للجسر الجديد، بتحويل مياه النهر التي أصبحت مجاري صحية، إلى الجسر الروماني الأثري الموجود في جب جينن، وهو ما أكّد عليه أيضًا قائمقام البقاع الغربي، وسام نسبيه باتصال مع موقعنا.
إقرأ أيضًا: في أحد شواطئ لبنان: منع محامية من الدخول بسبب حجابها وهذه هي التفاصيل
وأضاف قدورة: "هذا الجسر هو أحد المنتزهات التي يقصدها الناس ونجد فيه الشجيرات والورود، وبعد هذا الإجراء صار المكان عبارة عن بركة من المجاري".
وتابع موضحًا: "اجتمعنا بمجموعة أفراد من الشركة المعنية، حيث باشروا اليوم بالعمل من أجل إزالة التلوّث الحاصل تحت الجسر، وأعطونا وعدًا بتنظيفه خلال أيّام، وبدأوا اليوم صباحًا بحفر نفق من أجل تحويل المياه، وقد أكّد لي المهندس المكلّف بهذه المهمّة، عن الإنتهاء من العمل به في غضون 36 ساعة".
على الضفّة الأخرى، شدّد قدورة على أنّ الموت جرّاء الأمراض السرطانية في البلدات المجاورة لنهر الليطاني في ازدياد مستمرّ، مشيرًا إلى أنّ هناك حالات وفاة تحصل يوميًا بسبب السرطان في المناطق القريبة مثل القرعون، غزة وغيرها. فمتى يتخلّص السكان من هذا الكابوس؟