تعطيل الحكومة جريمة وباسيل يشكل أكبر ضرر للبلد والمسيحيين أما الحريري أقوى شخصيّة في لبنان إلا أنه لا يتصرّف كذلك!
 
أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، إلى أن " أي عمل أو حادثة لا يمكن اخراجها من اطارها الطبيعي فلو حادثة البساتين حصلت مثلا في ​سويسرا​ كانت بحاجة لمعالجة معينة"، مؤكدا أنه "لا يمكن نزع أي حادثة من إطارها الطبيعي، وحادثة البساتين مرتبطة بما سبقها وبما سيتبعها".
 
وقال جعجع في برنامج " صار الوقت": "هناك جملة أحداث مشابهة لما حدث في ​قبرشمون​، ومن يعلم ما إذا كان هناك محاولة اغتيال لوزير"، مشيرا الى أنه "في حوزة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ تسجيلات تحث المواطنين لتحضير البيض والبندورة لضرب الموكب وليس أكثر".
 
وذكر أن "هناك 20 اغتيال ومحاولة اغتيال منذ عام 2005 ونتمنى أن تكون انتهت باغتيال ​محمد شطح​، وحتى الآن لا يوجد أي ورقة تحقيق واحدة بيد ​القضاء​"، كاشفا أن "كل ​الأجهزة الأمنية​ لا تعمل على أي شيء له علاقة ب​النظام السوري​ و​حزب الله​".
 
وأكد جعجع أن "حادث قبرشمون مستنكر، لكن بعد 5 دقائق وجدنا في ​الشويفات​ ​محمود قماطي​ يصرح قبل كشف أي أمر"، لافتا الى أن "موقف رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ و"​المردة​" من ​المجلس العدلي​ معروف، وعلى الاثر تكثفت ​الاتصالات​ تغير الموقف، لذلك يجب أخذ كل الأمور بعين الإعتبار".
 
وأعلن "أننا لا نريد الذهاب الى المجلس العدلي لأن الصراع في البلد شئنا أم أبينا لا يزال 14 و8، وأي شيء يطال ​14 آذار​ لا أسمح له بالحصول"، مؤكدًا أن "هناك امكانية كبيرة لتركيب ملف في قضية قبرشمون، وفي المجلس العدلي القطبة المخفية هي تعيين محقق عدلي، يعينه وزير العدل"، لافتًا  إلى "أننا بصدد اعداد اقتراح قانون لإلغاء المحاكم العسكرية جميعها، ولكن هناك أولويات واولويتنا اليوم انقاذ الوضع الاقتصادي"، مشيرًا الى أنه " لو لم نكن موجودين في الحكومة كان أخذ أصواتنا صديقنا العزيز وزير الخارجية جبران باسيل"، كاشفًا أنه "في مرحلة معينة بلغنا رئيس الحكومة سعد الحريري ان الموجود هو 4 وزراء للقوات وإلا سيجبر على السير بتشكيلة أخرى وقررنا الدخول ونفعل في الداخل ما نستطيع فعله".

وتابع: "تعطيل الحكومة بمثل هذا الوقت جريمة بكل معنى الكلمة"، متسائلا: "كيف لرجل العهد الأول جبران باسيل أن يعمل ضد العهد"، مشددا على أن "أكثر ما نحتاجه نحن اليوم هو الاستقرار السياسي لنتمكن من القيام بالوضع الاقتصادي".

وأضاف "الشرعية السياسية لباسيل تكون بنجاح العهد ليس بأمر آخر، وأنا اعتبر باسيل يشكل أكبر ضرر للبلد والمسيحيين لأنه يطرح أموراً غير مطروحة".

وأردف:"لا داعٍ لأرد على اتهامات باسيل وكلامه فأيام الحرب للحرب ونحن في زمن آخر، ولست إطلاقاً ضد العهد".

وخلال حديثه، طالب جعجع رئيس الجمهورية ميشال عون الى "المبادرة لتأمين الاستقرار السياسي. لهذا العهد نجاحاته بإعادة التوازن للدولة وهذه المرة الأولى التي نرى فيها جميع ​المؤسسات الدستورية​ ذات قيمة".

وتابع: "بعض المؤشرات تدل على إعادة تكرار حادثة ​سيدة النجاة​، فحادثة البساتين سياسية منذ بدايتها وحزب الله هو من يعطل الحكومة وهناك نية لتطويق وكسر رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​".

وسأل: "هل بات من غير الممكن تحقيق العدالة إلا عبر المجلس العدلي؟ قصة عبرا وكبرها ليست بيد المجلس العدلي"، مُشدّدًا على أن "المشكلة لدى بعض أصدقائنا في ​التيار الوطني الحر​ أنهم يطرحون أمور نظرية متناسين الواقع. الأمور تتعالج كما نعالجها و"الإشتراكي" بكسب الثقة وتبريد الأجواء لإيجاد الحلول".

وقال :"أنني لا أشك بنوايا باسيل بتعزيز الوجود المسيحي في ​الدولة​ ولكن هناك طريقة لطرحها، وإذا اردنا ان نفتح أبواباً مغلقة على أنفسنا نزيد الأمور سوءاً"، معلنا أنه ليس مع رسالة الرئيس عون الى بري "فالآن ليس وقتها 

ووظائف الفئات الثانية والثالثة والرابعة غير مشمولة في ​المناصفة​ وعلينا العمل على ذلك ولكن على طروحاتنا ان تكون دقيقة".

وتابع: "مع احترامي للدولية للمعلومات أضع علامة استفهام على احصاءاتها ونسبة المسيحيين التي اثبتتها ​الانتخابات​ هي 34 إلى 35 في المئة"، مبينا أن "العوامل التي أدت الى الخلل الديمغرافي لبنانياً الى انحسار وعدد المسيحيين سيزداد".

وأوضح جعجع "أنني لم أندم أبداً لدعم ميشال عون ل​رئاسة الجمهورية​"، موضحا أن "​المصالحة المسيحية​ تمت قبل دعمنا له بنحو السنة، واللحظة السياسية دفعتنا لدعمه والى جانبها ضرورة التوازن على المستوى الوطني"، جازما أن "المصالحة المسيحية صححت الخلل، ف​المجلس النيابي​ اليوم ليس كسابقه ولا رئاسة الجمهورية كسابقتها، والعهد نجح في هذا الجانب، ولكن العهد لم يرد ان نستمر بالوقوف معه لأن صديقنا باسيل لا يريد فريقاً مسيحياً قوياً".

وسأل: "ألا يستطيع الرئيس القوي إعطاء أمر بإغلاق المعابر غير الشرعية؟ وفي الحقيقة وزير الدفاع ​الياس بو صعب​ تحدث ولم أفهم عليه، هل التهريب يحدث في ​مزارع شبعا​؟"، مشيرا إلى "أننا في ظل وضعية إقليمية متفجرة، والأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصرالله​ يخبرنا أنه في إطار الدخول بأي مواجهة إقليمية، من يفترض أن يقول له أن هذا الكلام لا يجوز؟ أنا أم رئيس الجمهورية؟"، مشيرا الى أن "رئيس الجمهورية لطالما قال انه متحالف مع "حزب الله"، لذلك فليجره الى الداخل اللبناني، ولكن نرى ان الحزب يجره الى مكان آخر"، مؤكدا "أننا لا نريد لأحد ان يخوض مواجهة مع أحد ولكن نريد من كل شخص ان يتحمل مسؤولياته".

ولفت جعجع إلى "أننا سنبقى متمسكين بوثيقة التفاهم بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" الى أبد الآبدين، لأنها ليست بين أشخاص إنما بين قاعدتين وألمس لمس اليد أهمية هذا التفاهم. وأقصى تمنياتي لهذه اللحظة ان ينجح عهد العماد ميشال عون".

وأشار الى "أننا شرحنا مئات المرات اسبابنا لعدم السير بموضوع البواخر ولم يتجاوب باسيل ويتراجع عنها، ولذلك حملنا موقفنا الى مجلس الوزراء وبرهنا في جميع وزراتنا اننا نريد آلية"، مؤكدا "أننا لا نريد تعيينات، "ما بدنا شي" ما نريده هو فقط الآلية".

عن ملف المعابر غير الشرعية، أجاب جعجع: " إذا كان هناك من المعابر غير الشرعية مقفلاً فذلك عظيم وهو مطلبنا ولكن من أين تأتي البضائع التي يتم القبض عليها في شوارع شتورا يومياً؟ أنا لا أتكلّم عن المعابر الفرديّة وإنما المعابر التي نتكلّم عنها تمر عليها الشاحنات".

وأعرب جعجع عن فخره بأنه "محكوم سابق من سلطة الوصاية ويجب أن نعمل بكل ما أوتينا من قوّة على ألا يكون هناك محكومين جدد على طريقة المحكومين السابقين"، مشيرًا الى أن "الدلالات تقول أن الفساد يكافح القضاء وليس العكس، "LBCI" مثلاً "القوات" أسستها وعليها ان تعود لبيار الضاهر حسب القضاء الحالي، وأنا لا ثقة لي بهكذا قضاء".

وردا على مداخلة، شدد جعجع على أن "من يدافع عن أبناء ​الجنوب​ هو ​الدولة اللبنانية​ وهي أقوى من أي فريق ولا سلاح غير سلاحها يحمي جميع الحدود وجميع اللبنانيين"، مؤكدا أن "قدرات ​الجيش اللبناني​ القتاليّة على ما هو عليه الآن أكبر من قدرات حزب الله بمرتين أو ثلاثة".

في المقابل، أشار جعجع الى أنه "لا تجاوب مع طروحات القوات اقتصادياً لأن لا جدية من الأكثرية الحكومية في العمل"، موضحا أن "توقيف عقود الموظفين غير القانونيين تعود بنحو 50 أو 60 مليون دولار على الدولة سنوياً بدلاً من إجراءات يعود أفضلها على الدولة بعشرة مليارات دولار".

وذكر أن "اقفال المعابر غير الشرعية يعود الى الخزينة بنحو 100 مليون دولار سنوياً"، معتبرا أن "الطريق اليوم ليست معبدة أمام "سيدر" وينقصه جدية في العمل، وأنا أتمنى أن يصدر التصنيف على ما هو عليه"، متسائلا: "كيف ستُصنّف لبنان وكالات التصنيف في حين لا تنعقد الحكومة في ظل وضع كهذا؟ نحن بحاجة لتدابير من أجل ترشيد الإنفاق واستعادة ​المال​ الذي يهدر".

وأضاف قائلا: "عندما استلم وزير العمل ​كميل أبو سليمان​ الوزارة، درس وزارته ونحن في تكتل "الجمهوريّة القويّة" لطالما قلنا له أن هناك شكوى من العمالة الأجنبيّة، فقام بدرس الموضوع، وهو قانوني بامتياز، وأعطى مهلة شهر لتسوية الأوضاع ومن ثم بدأ تطبيق القانون"، موضحا أن "وزير العمل ارسل خطته إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء قبل 3 أسابيع من بدء التطبيق، موقف بري مفهوم وهو في السلطة التشريعيّة أما بالنسبة للحريري فهو يدعم دعماً كاملاً لخطة وزير العمل"، مؤكدا أن "علاقتنا مميزة مع ​الفلسطينيين​ ونحن أول من رفض ​صفقة القرن​ ولكن هذا الأمر لا علاقة له بتنظيم العمالة الأجنبية على أرضنا".

وأشار جعجع الى أنه "إذا من أجل أن نسحب فتيل الأزمة يجب ألا نطبق القانون فهذا أمر مرفوض، وخطة وزارة العمل أمّنت 3000 فرصة عمل للبناني"، موضحا "أننا ناأذ بعين الإعتبار ظروف اللاجئ الفلسطيني ولكن لا يمكن أن نعامله كعامل لبناني".

وأكد أن "الحريري أقوى شخصيّة في لبنان إلا أنه لا يتصرّف على هذا الأساس، في بعض الأوقات يجب أن "يعرّ" الشخص فهل من المقبول أن تعطل الحكومة كما يجري اليوم؟".

وقال " هناك خلافات بوجهات النظر بيننا وبين الحريري في طريقة إدارة الدولة. وفي النهاية هو رئيس حكومة مُجبر على السير بهذه ​الموازنة​، لكن نحن غير مجبرين".

وتابع " من ناحية التوازن الوطني، سيسلم الرئيس عون البلاد أفضل مما استلمه إلا أنه من ناحية الإدارة في الدولة فلا"، موضحا أنه "يتم ترجمة المصالحة مع رئيس "​تيار المردة​" ​سليمان فرنجية​ في الحياة اليوميّة في ​الشمال​، فعلى سبيل المثال هناك مشكلة ​نفايات​ نقوم بالعمل سوياً على حلها كما بعض المصالحات في بعض القرى إلا أننا في الصعيد السياسي فكل فريق منا في مكانه".

وأشار الى أن "​المملكة العربية السعودية​ تضع جهوداً في أماكن أخرى غير لبنان نتيجة الظروف الاقليمية و​بشار الأسد​ بقي في ​سوريا​ صورة والسلطة في دمشق اليوم إيرانية روسية"، مضيفا: "النظام السوري يخضع ل​عقوبات​ دولية وخرب لبنان بالسلم والحرب، كيف نتفق معه؟".

وذكر جعجع أنه "عندما دخل ​اللاجئين​ السوريين كان التيار الوطني الحر في الحكومة ممثلاً بـ10 وزراء ونحن كنا خارجها، وهو لم يقم بأي شيء، ونحن قمنا في مسألة العمالة بما يجب القيام به، ووزير الخارجيّة لو أراد أن يعمل على حل للقضيّة لكان وجد حلاً لها إلا أن الكلام عن المسألة أمر والعمل من أجل حلّها أمر آخر".

وأكد أن "الحل الوحيد بموضوع اللاجئين هو باقامة مناطق آمنة في سوريا، ووحدها ​روسيا​ القادرة على القيام بهذا الأمر إلا أن هذا الأمر يتطلّب وزير خارجيّة بعمل بشكل دؤوب على هذا الأمر"، معتبرا أن " نصرالله على خطأ في مسألة اشتعال لبنان، ولا يحق لأحد باللعب بمصير ​الشعب اللبناني​، وهذا الأمر يقع على عاتق رئيس الجمهوريّة والحكومة".