نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريراً عن استئناف إيران والإمارات اجتماعات التنسيق بين قادة خفر السواحل للمرة الأولى منذ ست سنوات (عُقد الاجتماع الأخير في العام 2013)، مسلطةً الضوء على تزامن لقاء قائد خفر السواحل الإماراتي العميد مصباح الأحبابي بقائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، مع الأزمة التي تختمر بين طهران والغرب وتهدد سمعة أبو ظبي كمركز آمن للأعمال.
ووصفت الصحيفة الزيارة الرسمية بالنادرة بالنسبة إلى الإمارات، "التي تدعم الحملة الأميركية لفرض عقوبات على إيران والتي تقاتل أيضاَ المجموعات الموالية لإيران في اليمن"، موضحةً أنّ المسؤوليْن ناقشا التنسيق الحدودي البحري وحركة السفن التجارية، بما في ذلك التحركات غير الشرعية، بين البلديْن. وكشفت الصحيفة أنّ مسؤولاً إيرانياً أكّد حصول الاجتماع، إلاّ أنّه رفض إعطاء تفاصيل.
بدورها، تحدّثت مجلة "نيوزويك" عن تزامن هذه المحادثات "النادرة" مع تعزيز الولايات المتحدة الأميركية وجودها العسكري في المنطقة، موضحةً أنّ اللقاء يندرج ضمن إطار الجولة السادسة من المفاوضات حول التعاون في مضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من ثلث إمدادات النفط العالمي.
من جهته، اعتبر موقع "bne IntelliNews" اللقاء محاولة لتهدئة التوترات المندلعة في الخليج، ملمحاً أيضاً إلى أنّ التطورات المرتبطة بما تراه إيران "حرباً اقتصادية" على الجمهورية الإسلامية- بما فيها الهجمات على ناقلات النفط، واحتجاز ناقلة النفط البريطانية وإسقاط طهران الطائرة من دون طيار الأميركية- "زعزت الإمارات، التي ترغب في الحفاظ على سمعتها كمركز آمن للأعمال".
ولفت الموقع، الذي يتخذ لندن مقراً له، إلى أنّ الإمارات، حليفة السعودية، لم تؤيّد الولايات المتحدة والسعودية باتهامهما إيران بالوقوف وراء الاعتداءات على الناقلات، متحدثاً في السياق نفسه عن تخفيض أبو ظبي وجودها العسكري في اليمن، حيث تخوض الرياض حرباً بالوكالة مع طهران.
توازياً، كشف الموقع أنّ دبي، التي يسكنها أكثر من 40% من الإماراتيين، تعرّضت لـ"ضربة" بسبب الخسائر الاقتصادية، موضحاً أنّ تقارير إيرانية ذكرت أنّ صادرات أبو ظبي إلى إيران (يُقدّر عدد سكانها بـ81 مليون نسبة)، إلى السوق الشرعية والسوق السوداء على السواء، انخفضت بنسبة تعدّت الـ70% منذ أيار الفائت.
وشرح الموقع بأنّ العلاقة بين دبي وطهران كانت جيدة عموماً، إلاّ أنّ إمارة أبو ظبي الأقوى والأكثر ثراء والعائلة الحاكمة فيها أجبرت ميناء دبي على قطع العلاقات مع إيران لإنشاء جبهة موحدة. وتابع الموقع بالقول إنّ أغلبية التبادلات التجارية التي توقفت باتت تتم عبر عمان، لافتاً إلى أنّ السلطنة اغتنمت الفرصة لتصبح أكبر مصدرة للسلع المستوردة إلى إيران.
الوجود الأميركي يتعزز في الخليج
كشفت السفارة الأميركية في برلين، أمس، أن الولايات المتحدة طلبت رسمياً من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في مهمة تأمين سلامة الملاحة بمضيق هرمز قبالة ساحل إيران، والتصدي للاعتداءات الإيرانية. وقالت شركة "بي بي" البريطانية أمس إن الشركة لم تسيّر أياً من ناقلاتها عبر مضيق هرمز منذ أن حاولت إيران احتجاز إحدى سفنها في 10 تموز الحالي.
ويأتي الطلب الأميركي بعدما أمرت بريطانيا بحريتها الأسبوع الماضي بمرافقة السفن التي ترفع العلم البريطاني في ممر نقل النفط الأكثر ازدحاماً في العالم رداً على احتجاز إيران سفينة بريطانية في المضيق.
في المقابل، أوضحت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، أنه ليس من المتوقع أن تشارك ألمانيا في المهمة الأميركية المخطط تنفيذها تحت اسم "الحارس".
WSJ - Newsweek - الشرق الأوسط - bne IntelliNews