لفتت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز خلال اطلاق بلدية زوق مكايل مشروع "دعم السياحة الثقافية في زوق مكايل" إلى أنه "قد يتساءل البعض عن العلاقة بين برنامج يرمي إلى تعزيز مشاركة المرأة السياسيّة وبين مشروع يهدف إلى دعم السياحة الثّقافية. الجواب بسيط يكمن في الاهتمام بالشأن العام"، مشيرةً إلى أن "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية قد تأسّست في الأصل في العام 1998 بهدف تعزيز أوضاع المرأة وتأمين فرص متكافئة بينها وبين الرجل، ومنذ ذلك التاريخ تسعى الهيئة إلى تعديل الأحكام القانونية التي ما زالت تميّز ضد المرأة وإلى رفع مكانة المرأة في المنظومة التشريعية كما في مسارات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ولا يخفى الدور الذي قامت به النّساء تاريخياً في إطار مشاركتهنّ الكثيفة في تأسيس وتنشيط جمعيات المجتمع المدني التي بادرت ومنذ قبل تأسيس الدولة اللبنانية، إلى دفع عجلة المجتمع إلى الأمام عبر النّشاطات التي قامت بها لنشر التعليم والتأهيل التقني والمهني وتقديم المساعدات الاجتماعية على أنواعها".
وأشارت إلى "إننا اليوم في القرن الواحد والعشرين مدينين إلى الرّعيل الأول من السيدات اللّواتي بادرن إلى الخروج من منازلهنّ للتّوجه إلى الاهتمام بالآخرين مدركات لماهيّة المصلحة المشتركة. هنّ كنّ من أوائل من اهتم حقيقة بالمصلحة العامة وبالشأن العام. وقد انطلقن في عملهنّ من الحاجات الواقعية للمجتمع واليوم، يتيح لنا دستور بلدنا ومؤسّساته أن نتناول هذه الحاجات في إطار مجالسنا التمثيلية المحلية والوطنية في إطار الحكومة والإدارة العامة. ويتيح لنا نظامنا الديمقراطي أن نتباحث حولها وأن نعتمد بشأنها المواقف السياسية في إطار الأحزاب وشتّى التنظيمات".
واعتبرت أن "ولوج النساء في المجال السياسي التمثيلي كما الإداري هو أمر طبيعي يندرج ضمن المسار التطوّري لمجتمعنا وبلدنا، فنحن النساء، كما النخبة من زملائنا الرجال لا نطمح إلى التمثيل السياسي بهدف اعتلاء المناصب وتحقيق المكاسب. فالسياسة هي بالنسبة إلينا فن إدارة الشأن العام إن كان على الصعيد الوطني أو على الصعيد المحلي"، مشيرةً إلى أنه "لذا يسعدني أن أحيّي في هذه المناسبة، سيدات بلدية زوق مكايل اللواتي اخترن في إطار برنامج "تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني" التي تتعاون الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بتنفيذه مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أن يقمن بمشروع لدعم السياحة الثقافية في بلدتهنّ".
وأضافت "واسمحوا لي أن أحيّي أيضاً روّاد ورائدات العمل البلدي في زوق مكايل بلدة الشعراء والأدباء التي باتت قدوة في مجال العمل البلدي وفي مجال الترويج للنشاط الثقافي والثقافة في بلدتكم أيها السيدات والسادة ليست بجسم غريب بل هي حيّة حاضرة في جمال طبيعتكم وتناسق مبانيكم وكتابات أعلامكم، هي الوجه المشرق للبنان الذي نحلم أن تظهره وتنميه جميع بلداته أسوة ببلدتكم، فالثقافة، أيها الكرام، هي الغذاء الذي يستمدّ منه العلم جاذبيّته والمعرفة سعتها والسياحة التي يكون موضوعها ثقافياً هي وسيلة لتوسيع آفاق الفكر والذوق، والمعرفة، كما يقول الأديب أنطون قازان، "لا تعرف الحدود".