تتصاعد وتيرة المعارك هذه الأيّام في منطقة إدلب السوريّة آخر منطقة خارج سيطرة النظام السوري، إذ ينوي الأخير تحت غطاء جوّي روسيّ إسقاط آخر جبهة للثوار بأيّ ثمن، والتي تضمُّ فيها جميع العائلات المُهجّرة من محافظات درعا ودمشق وحمص، الأمر الذي سيُعزّز الحضور الروسي في رسم ملامح الحلّ السياسي النهائيّ في سوريا ويُحقّق للنظام مزيدًا من الشرعيّة.
ويرى العميد أندريه أبو معشر، أنّ هدف النظام إضعاف القدرة العسكريّة التي لا تزال متواجدة لدى المُعارضة في محافظة إدلب، لافتًا إلى أنّ هذه المنطقة هي خاضعة على المستوى الإقليمي إلى اتفاق هدنة ما بين روسيا وتركيا وهذا الامر سيكون الضابط لعدم الذهاب إلى تغييرات في التوازنات الإقليميّة في المنطقة، لافتًا إلى أنّه على هامش الحروب العسكريّة الضحايا هم من المدنيين وهم الذين يدفعون ثمن هذه النزاعات، خصوصًا وأنّ إدلب مكتظة بالسكّان مُرجّحًا أنّ يكون لهذه المعارك تداعيات إنسانيّة كبيرة، خصوصًا وأنّها ستأخذ وقتًا طويلًا.
ولاشكّ أن اقتراب موعد عقد الإجتماع الثالث عشر من "أستانا" يلعبُ دورًا في ارتفاع حدّة المعارك، وهُنا يقعُ الدور الأهم على عاتق الثوار فصمودهم سيُضعف الخيارات الروسيّة، في ظلّ الإستراتيجيّات الجديدة التي يتّبعونها في المعارك على الأرض مع استغلال التوتّر القائم بين إيران وروسيا، لاسيّما وأنّ إيران على درايةٍ تامّةٍ بأنّ الروس يريدون اخراجها من الأراضي السوريّة.
علمًا أنّ روسيا تحرص على منع الاشتباكات بين تركيا والنظام في إدلب خصوصًا وأنّ روسيا تواصل دعمها لتركيا بعد صفقة الأسلحة S-400 الحساسة بين البلدين، مع سعي تركيا على حجز مكان للفصائل الثوريّة في مستقبل سوريا.