وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي يؤكد على ضرورة وقف استخدام الآليات العسكرية لحلّ الخلافات السياسية.
 
يدرك وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي أن حلا مع الولايات المتحدة غير وارد الآن بالنسبة إلى إيران، ولذلك فهو يراهن على وقف التصعيد بين طهران ولندن وإظهار أن وساطته مع إيران تثمر مكاسب على الأرض، كما أن الحديث مع الإيرانيين يمكن أن يقود إلى نتيجة بدل التصعيد الذي تتبناه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
 
يأتي هذا وسط تسريبات عن أن بن علوي يحمل مبادرة تقوم على الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لدى إيران على أن تتولى بريطانيا لاحقا الإفراج عن السفينة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق.
 
وأكد بن علوي خلال لقاء جمعه بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنه “تجب الاستفادة من التجارب السابقة لمنع إثارة التوترات وعدم اتخاذ خطوات عسكرية تزيد من عدم الاستقرار”، مشيرا إلى أنه “على كل الدول مراعاة قوانين مضيق هرمز والابتعاد عن كل إجراء يؤزّم الوضع في المنطقة، والتوقف عن استخدام الآليات العسكرية لحل الخلافات السياسية”.
 
وطالب الدول بـ”الابتعاد عن الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة أو تكلف نشاطها التجاري والدول الأخرى نفقات هي في غنى عنها”.
 
واعتبر شمخاني من جهته أن “احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق قرصنة بحرية”، مشددا على أن بلاده تعتبر نفسها المسؤولة عن توفير الأمن في الخليج، وأن على جميع الدول دون استثناء مراعاة قوانين الملاحة الدولية في المنطقة.
 
وبحث وزير خارجية سلطنة عمان، يوسف بن علوي، السبت، مع نظيره الإيراني جواد ظريف “إيجاد حلول مناسبة” للمنطقة وللملاحة عبر مضيق هرمز، وسط حالة من التوتر العالي بين طهران وواشنطن ولندن.
 
ووفق بيان للخارجية العمانية، فقد “بحث بن علوي مع ظريف، العمل على إيجاد حلول مناسبة تسهم في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة وسلامة حرية الملاحة عبر مضيق هرمز”، دون تفاصيل أكثر.
 
فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن الزيارة تأتي ضمن “المشاورات الثنائية والمستمرة بين البلدين، بهدف الحوار وتبادل وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في المنطقة”، دون التطرق إلى تفاصيل عن الوساطة.
 
لكن مراقبين سياسيين ربطوا الزيارة بالتصعيد الجاري بين إيران وبريطانيا بشأن احتجاز ناقلة بريطانية، لافتين إلى أن وساطة سابقة لابن علوي فشلت في تحقيق أي اختراق للتصعيد بين إيران وإدارة ترامب، وأن مسقط تدخل على خط الأزمة الجديدة بين لندن وطهران بحثا عن نجاح لوساطتها وإظهار أنها القناة الأقرب لتحقيق مكاسب مع إيران، وأن تليين المواقف الغربية مهم بدلا من التصعيد الذي يجبر المسؤولين الإيرانيين على الهروب إلى الأمام.
 
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عمان تضطلع بدور الوساطة في النزاع بين بريطانيا وإيران بشأن ناقلتي نفط، تحتجزهما طهران.
 
ودعت عمان إلى الإفراج عن السفينة البريطانية “ستينا إمبيرو”، كما دعت لندن وطهران إلى إيجاد حل دبلوماسي للنزاع بينهما.
 
ومنذ 19 يوليو الجاري، تحتجز السلطات الإيرانية ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو في مياه الخليج، بزعم أن الناقلة “لم تراع القوانين البحرية الدولية”.
 
وتعد زيارة بن علوي الثانية خلال نحو شهرين، حيث التقى ظريف في طهران في 20 مايو الماضي، لبحث تطورات المنطقة، ونفت سلطنة عمان وواشنطن بعدها أن تكون تلك الزيارة مرتبطة بأي وساطة بين الولايات المتحدة وإيران.
 
وقلل المراقبون من فرص نجاح الوساطة العمانية هذه المرّة نظرا إلى تعقّد المشكلة وإصرار طهران على التصعيد ودفع الأمور إلى حافّة الهاوية تحت وطأة العقوبات الأميركية، وهو ما قد يدفع رئيس الحكومة الجديد في لندن بوريس جونسون إلى اعتماد نفس أسلوب إدارة ترامب، أي التلويح بالخيار العسكري لفرض أمن الملاحة.
 
وأمرت لندن، الخميس، البحرية الملكية بمواكبة السفن المدنية التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز.
 
وتشكّل هذه الأزمة اختبارا لجونسون، إذ عليه أن يختار بين المشاركة في تشكيل قوة تقودها أوروبا لمواكبة الناقلات في مياه الخليج، وبين الانضمام إلى تحالف عسكري تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله.
 
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مايك بومبيو بحث الملف الإيراني مع نظيره البريطاني الجديد دومينيك راب خلال مكالمة هاتفية جرت، الخميس، غداة تولّي بوريس جونسون رئاسة الوزراء البريطانية وإسناده حقيبة الخارجية لراب، الليبرالي المتشدّد الذي تولّى أيضا منصب نائب رئيس الحكومة.
 
وقالت المتحدثة باسم الوزارة مورغان أورتيغاس للصحافيين إنّ الوزيرين “ناقشا الأولويات العالمية الرئيسية، بما في ذلك التصدّي لمحاولات إيران توسيع برنامجها النووي، وتعزيز حلف شمال الأطلسي”.