عندما تسمع الناس باسم امرأة في الحقل العام، تتوقع، تلقائياً، أن تكون جميلة. لكن التوقعات لا تصح دوماً. فالأنوثة ليست شرطاً دائماً للجمال. أكبر مثال على ذلك كان الفارق بين أنديرا غاندي وبي نظير بوتو: سيدتان من شبه الجزيرة الهندية. كلتاهما من سلالة سياسية حاكمة. كلتاهما ذهبتا اغتيالاً. لكنهما اختلفتا في المستوى الجمالي. إحداهما كانت ذات جمال واضح.
بريطانيا وألمانيا لم تقدما أجمل النساء لديهما إلى أعلى منصب سياسي. المسز ثاتشر كان جمالها عادياً، والفراو ميركل متواضعة الشكل. لكن ألمانيا وجدت نفسها الأسبوع الماضي تحت قيادة نسائية في سابقة تاريخية: الرئيسة والمستشارة ووزيرة الدفاع، نساء، في وقت واحد. ومستوى الجاذبية متفاوت.
لم يعد أي منصب في أوروبا حكراً على الرجال. وزيرة الحرب في ألمانيا امرأة، وكذلك في فرنسا. ولم يعد من الضروري أن تؤدي الوزيرة التحية العسكرية لجنودها عندما يصطفون لاستقبالها. ابتسامة لطيفة تكفي، وإلا بدا الأمر مضحكاً.
نحن، في لبنان، اعتدنا في الماضي أن تكون وزارة الدفاع في عهدة الأمير مجيد أرسلان، الذي كانت له جميع مظاهر القوة: غطرة وعقال وشاربان معكوفان إلى أعلى. أما الآن، فالحكومة والبرلمان مليئان بالنساء. ومعدل الجمال يؤكد نظرية النسبية وفقاً لآينشتاين. مقلق.
حيث يحضر الجمال يضفي الحسن. في الانتخابات الأخيرة اختارت طرابلس، المدينة المحافظة، السيدة ديما الجمالي نائبة عنها. لكن مرشحاً آخر طعن في النتائج، فأعيدت الانتخابات وفازت ديما مرة أخرى، والحمد لله. لكن يبدو أن الدكتورة في الاقتصاد جديدة على الغابة السياسية، فراحت تكرر أخطاء صغيرة ومسلية. ومنها أنها ذهبت مع محاميها إلى المجلس الدستوري للدفاع عن قضيتها، فسألها الصحافيون عن سبب قدومها، فالتفتت إلى محاميها وسألته ببساطة خارقة: «طوني، نحنا شو جايين نعمل هون»؟
وتلقف الصحافيون ووسائل التواصل الخبر، وانهالت التعليقات على حسناء المجلس. والمادة كثيرة. فمن طرابلس أيضاً جاءت حسناء أخرى، هي الدكتورة ريا الحسن، أول وزيرة داخلية في العالم العربي.
ويصدف أن الحسن السياسي ينتمي أكثره إلى تيار «المستقبل» أيضاً. لكن الحضور، أو الدور النسائي في العمل السياسي، لم يعد ندرة. والأمينة العامة لحزب «القوات اللبنانية» شانتال سركيس تتمتع بجمال المرشحات لملكات الجمال، وشجاعة ستريدا جعجع، التي أدخلت الجمال والأناقة على العمل الحزبي منذ سنوات.