ويقول مراقبون إن إيران لا تزال تراهن على سياسة الهروب إلى الأمام، والظهور كطرف قوي ومكابر أمام شعبها، لكن سياسة التعنت هذه لم تحقق إلى الآن أي نتائج وقد تدفع إلى ضغوط أكبر وعقوبات أوسع، وأنه كان عليها التهدئة خاصة مع دول جارة سبق أن اعترفت طهران نفسها بأفضال هذه الدول عليها في أزمات سابقة.
ويرى هؤلاء أن على الإيرانيين أن يغيروا أسلوب معاركهم ويكفوا عن الوهم بأن الجميع ضدهم، خاصة أنهم دأبوا على إعلان رغبتهم في إقامة علاقات متطورة مع دول الخليج بما في ذلك مع السعودية واستعدادهم لتجاوز نقاط الخلاف.
وفيما يطلق مسؤولون كبار في طهران تصريحات توحي بالاستعداد للمواجهة، تتحرك دوائر النظام لإطلاق تسريبات عن وساطات ووسطاء، والهدف هو البحث عن مخارج للأزمة ولكن على أساس أن الخصوم هم من يسعون لوقف التصعيد وفتح باب الحوار.
وقال مصدر دبلوماسي بريطاني إن بلاده لم ترسل أي ممثلين إلى إيران كوسطاء، وذلك بعدما ذكر الموقع الإلكتروني لوكالة تسنيم للأنباء أن وسيطا أُرسل لبحث تحرير ناقلة ترفع علم بريطانيا تحتجزها الجمهورية الإسلامية.
وأضاف المصدر “لسنا على علم بإرسال أي ممثلين كوسطاء إلى إيران”.
وألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، إلى استعداد طهران لتبادل الناقلات مع بريطانيا وإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامج بلاده النووي والعقوبات.
وبحسب موقعه الرسمي، صرح روحاني “لا نريد استمرار التوتر مع بعض البلدان الأوروبية”.
وفي إشارة واضحة إلى بريطانيا، قال روحاني إنه “إذا التزمت هذه البلدان بالأطر الدولية وتخلت عن إجراءاتها الخاطئة بما فيها ما رأيتموه في جبل طارق، ستشهدون ردا مناسبا من جانب إيران”.
وقالت شركة ستينا بالك السويدية، التي تشغل ناقلة ترفع علم بريطانيا احتجزتها إيران الأسبوع الماضي في مضيق هرمز، إن طاقم الناقلة المؤلف من 23 فردا بخير، وذلك بعدما اتصلت بهم الشركة.
وكانت الناقلة ستينا إمبيرو في طريقها إلى ميناء سعودي عندما غيرت مسارها فجأة بعد عبورها مضيق هرمز وتوجهت إلى إيران بعد سيطرة الحرس الثوري عليها.
وأعلنت إيران، السبت، أنها احتجزت الناقلة لأنها اصطدمت بقارب صيد. وقالت شركة ستينا بالك إنها لم تتلق دليلا يؤكد حدوث مثل هذا التصادم.
وقال المتحدث باسم الشركة بات أدامسون “أجرينا اتصالا مباشرا مع الطاقم على متن السفينة الليلة الماضية عبر الهاتف وكلهم بخير وبصحة جيدة ويجدون تعاونا طيبا مع الإيرانيين على متن السفينة”.
وتوترت العلاقات بين طهران ولندن بسبب احتجاز السلطات البريطانية ناقلة إيرانية قبالة جبل طارق مطلع يونيو، واحتجاز طهران سفينة ترفع العلم البريطاني في مياه الخليج الأسبوع الماضي.
كما أكد روحاني أن إيران مستعدة لمحادثات في حال وجود “هدنة” في العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كبير مستشاريه إيمانويل بون، إلى إيران “لوضع استراتيجية لخفض التوتر”.
ونفت اليابان وفرنسا العمل كوسيط بين إيران والولايات المتحدة.