تُترك بعلبك اليوم لقدرها ولوحدها وليس ثمة أمل في حكومة اللا أمل واللا عمل وليس ثمة أمل في أحزاب اللا أمل واللا عمل.
بعد أسابيع تحلّ علينا الذكرى السنوية لمقولة "إلى البقاع در" المقولة التي أرادها رئيس مجلس النواب نبيه بري شعارا لكلمته في ذكرى تغييب الإمام الصدر التي أحيتها حركة أمل في مدينة بعلبك العام الماضي.
استشعر الرئيس بري حجم المأساة في مدينة الشمس والشهداء وفي مدينة المقاومة والتضحيات، فخصّها بزيارته ليكون الإحتفال بذكرى الإمام الصدر العام الماضي قَسمٌ جديد في السجل الذهبي لهذه المدينة، ولكن سرعان ما مضت المفاعيل وأُبر التخدير، ومع تأييد الرئيس لتشريع قانون القنب الهندي "الحشيشة" لم يتستمر تخدير البقاعيين طويلا بعدما علموا أن الخطابات والمواقف بنت ساعتها ولحظتها، وما كانت إلا لامتصاص النقمة الشعبية، وما كانت إلا لاحتواء الازمة والسيطرة على العقول والقلوب الطيبة حيث صدّق البقاعيون لأيام وشهور، ومضت السنة وسيحتفل الشيعة وحركة أمل من جديد بذكرى الإمام الصدر صاحب القَسم برفع الحرمان والإهمال عن الطائفة عموما وهذه المدينة المنكوبة خصوصا، وستعود الشعارات ذاتها والخطابات ذاتها ولكن...
بعلبك بقيت كما هي لم يشفع لها خطاب الدولة، ولا خطابات أولي الأمر، ولا الخطابات الإنتخابية فكل الخطابات كذب وتملّق واستهتار يضاف إلى الرصيد المتراكم عن وعود الكذب والتضليل .
هذا على صعيد الإنماء والوضع المعيشي المتدهور يوما بعد يوم، أما الوضع الأمني فحدث ولا حرج فالمدينة مستباحة بكل ما للكلمة من معنى، المدينة رهينة العصابات والمافيات، رهينة السلاح المتلفت بل رهينة العائلات المتفلتة وزعران العائلات المتفلتة وزعران العشائر الخارجين على أي ضوابط في الدين والأخلاق والقانون، بعلبك ضحية يجلدها الجهل والتخلف والإهمال واللامبالاة، أما الدولة برؤسائها وأحزابها وأجهزتها فهي خارج الدولة بل خارج الوطن كله .
تُترك بعلبك اليوم لقدرها ولوحدها وليس ثمة أمل في حكومة اللا أمل واللا عمل وليس ثمة أمل في أحزاب اللا أمل واللا عمل، ومع الموسم السياحي تفقد بعلبك من جديد أي فرصة للنهوض والإستمرار مع انتشار مظاهر الفلتان الأمني غير المسبوقة وبغياب أي بوادر للمعالجة، فلا دولة ولأ أحزاب ولا أجهزة أمنية تقوم بواجباتها .