رأت صحيفة الفايننشال تايمز أن "الرد الصامت داخل السعودية حول ما يحدث في المنطقة يدل على أن غضب الرياض قد تضاءل بشأن برنامج إيران النووي"، معتبرة ان "قرار الملك الراحل فهد بن عبد العزيز السماح بنشر نصف مليون جندي أمريكي "كافر" على الحدود مع الكويت بعد الغزو العراقي عام 1990، كان قرار صعبا، إذ أثار غضب الكثير من رجال الدين في المملكة".
وذكرت بأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان غاضبا أيضا من التواجد الأميركي، ودفعه ذلك إلى شن العديد من الهجمات والتفجيرات داخل المملكة بعد أحداث 11 أيلول. لكن عام 2003 شهد انسحاب القوات الأميركية كاملة من المملكة بعد الغزو الأميركي للعراق، لكنهم الآن يعودون".
وأوضحت أن قرار نشر القوات الأميركية جاء بعد موافقة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز نتيجة تصاعد التوتر بين الغرب وإيران التي احتجزت ناقلة نفط بريطانية. وهذا القرار على العكس من قرار عام 1990، لم يسبب أي رد فعل عنيف محليا، وهذه علامة على تغير العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة.
وبينت الصحيفة ان 500 جندي أميركي سيتم إرسالهم للسعودية بحسب تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركي، وأنهم ضمن 2500 جندي كانت واشنطن أعلنت أنها سترسلهم للشرق الأوسط دون تحديد المنطقة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن القوات " ستوفر رادعًا إضافيًا، كما ستضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من أي تهديدات".
ولفتت الصحيفة إلى ان "إرسال هؤلاء الجنود إلى السعودية سيقدم توضيحا إضافيا لكيفية تحسن علاقة أميركا مع السعودية بشكل ملحوظ منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة خلفا لباراك أوباما الذي أثار توقيعه للاتفاق النووي مع إيران، غضب السعودية".