أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن "الكرسي البطريركي في الديمان سعيد جدا بأن يقدم كما كل البلديات الاراضي اللازمة لتشجير الارز بكل فخر واعتزاز، لاننا بذلك نكمل تاريخنا المجيد، تاريخ يعود بنا الى الوادي المقدس، ويعلمنا ان شعبنا في لبنان قام على الايمان والتواضع والتجذر في الارض، فشعبنا يعيش الشموخ في التطلع في الاخلاق والقيم، هذه رسالتنا التواضع والشموخ والتواضع هو الاساس عبر التاصل بالارض اللبنانية ونشر الثقافة. فالارز يعيش بين العواصف وتغطيه الثلوج، تضربه الرياح والاعاصير افقيا واللبنانيون مدعوون ان يتأصلوا في تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم وينشروها. هذا هو معنى الانتشار اللبناني".
وفي كلمة له خلال إقامة لجنة التحريج في "هيئة الحفاظ على البيئية - بشري"، إطلاق مشروع تشجير الارز اللبناني "Cedrus Lebani"، أوضح الراعي انه "من هنا نحيي الاستاذ الفريدو وعقيلته وابنته، وكل المنتشرين والشبيبة التي هي معنا اليوم... ننطلق في العالم حاملين في القلب والفكر ما تعلمناه من ثقافتنا اللبنانية، فالكثيرون لم يعرفوا لبنان وهم في الخارج، ولكن يحملونه في روحهم ودمهم. وكل بلد زرناه من بلاد العالم لم نسمع الا المديح باللبنانيين، فهم المساهمون الاوائل في نهضة هذه البلدان، وهم محترمون، ومن خلال اعمالهم يكرموننا جميعا ويقدروننا. فقصة اللبناني انه صعد من وادي قنوبين وارتفع بطموحه إلى أعلى الجبال لانه لا يقبل ان يبقى في مكانه فهو طموح ومغامر".
ولفت الى أنه "عندما كان في زيارة للبرازيل، طرح سؤالا (لماذا تحبون اللبناني؟)، فكان الجواب "أنه ابن بيئته، ينظر فيرى البحر أمامه فيرغب في رؤية ما وراءه، ويسافر ويحلم بالعلاقات مع الناس، ويسير في المجهول وحقيبته على ظهره، ويتعرف ويحقق هدفه وعندما ينظر الى ورائه، يرى الجبال فيصعد الى اعلى قممه، هذا هو سر اللبناني قصة الارز ووادي قنوبين وعلينا ان نحافظ عليها. ونحن نقوم بجهد كبير بعمل للتاريخ، ولالاف السنوات نزرع الى الابد فلبنان امانة في اعناقنا، وعلينا ان نحافظ على ثقافته وحضارته وارضه وحدوده، ولا يمكن ان نفصله عن الله عن كتابه المقدس. ثمة صعوبات ومشاكل كثيرة علينا ان نواجهها كما الارز في مواجهة العواصف. فأباؤنا واجدادنا وشهداؤنا واجهوا الصعوبات وحافظوا على لبنان".