احتجاجات السودان
ويدلل الكاتب على وجود حركات مقاومة لذلك الاستبداد، ويقول إن في أفريقيا –على سبيل المثال- تواصلت الاحتجاجات الشعبية في السودان والجزائر حتى بعد الإطاحة بحكامها المستبدين.
صحيح أن النتائج الحاسمة ظلت محدودة حسب رأي ديهل، الذي يشير إلى توقيع المجلس العسكري الانتقالي في السودان اتفاقا مع قوى الحرية والتغيير لتشكيل مجلس سيادي وإرساء فترة انتقالية نحو الديمقراطية قوامها ثلاثة أعوام.
غير أنه يقول إن الكثيرين يتخوفون من أن يسعى العسكر إلى عرقلة عملية التحول الديمقراطي في تلك الدولة. أما في الجزائر، فإن قادة الجيش ظلوا يقاومون الحراك الشعبي الذي يطالب بانتخابات حرة في غضون ستة أشهر.
ورغم أن جبهة حقوق الإنسان في هونغ كونغ أجبرت السلطات الصينية على تراجع "تكتيكي"، فإن احتمالات نجاحها على المدى الطويل تبدو ضبابية.
تقلب تاريخي
وينقل ديهل عن لاري دايموند، الباحث في القضايا الديمقراطية بجامعة ستانفورد، اعتقاده بأن ما يحدث من حراك حول العالم يشير إلى أننا نمر "بلحظة متقلبة وربما تاريخية"، وأن الأمور تتوقف على كيفية استجابة الولايات المتحدة ودول الديمقراطيات الراسخة لتلك التطورات.
ويعرب دايموند عن اعتقاده بأن انخراط تلك الدول في مساعٍ دبلوماسية نشطة، وتقديم المساعدات؛ قد يعيد بعض الدول التي تشهد حراكا شعبيا إلى سكة الديمقراطية.
بيد أنه يستدرك قائلا إن الحكام الطغاة إذا لمسوا عدم اكتراث من قبل الدول الغربية إزاء ما يجري، أو أنها تنتهج سياسة واقعية صرفة، فإنهم سيظنون أن لديهم مجالا رحبا لكي يمضوا "في وقاحتهم" إلى أبعد ما يريدون.
على أن جاكسون ديهل يجادل في مقاله بأن الولايات المتحدة تتبنى مواقف متباينة حتى الآن تعتمد على مدى انخراط الرئيس دونالد ترامب في قضية معينة، وهو الذي يصفه الكاتب بأنه "الصديق الصدوق للجبابرة والشعبويين".
تقاسم السلطة
ففي الحالة السودانية لعب المبعوث الأميركي دورا إيجابيا في دفع العسكر إلى قبول اتفاق تقاسم السلطة مع المعارضة المدنية.
ووفقا لكاتب المقال، فإن شعوبا كثيرة حول العالم ما تزال تحبذ الديمقراطية نهجا للحكم، مما يدفعها للخروج إلى الشوارع للمطالبة بها.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الشيء المهم في كل ذلك يكمن في نكوص الولايات المتحدة عن مناصرة الحركات المطالبة بالديمقراطية. ويستشهد ديهل مرة أخرى برأي دايموند حين قال "قد يكون من حسن الطالع أن نرى بعض الدول تجبر الأنظمة الاستبدادية على التقهقر حتى في غياب أي مساعدة أو تشجيع من جانب الولايات المتحدة".
لكن مع وجود ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن انحسار الديمقراطية سيتواصل على الأرجح، بحسب مقال واشنطن بوست.