لا شك لدينا يا عزيزي أن مخازنك باتت متخمة بالصواريخ الذكية والغبية البعيدة والقصيرة المدى، وان خطط الحرب باتت جاهزة في غرف العمليات تنتظر ساعة الصفر الايرانية حتى تكون موضع التنفيذ، وأن مقاتلي حزبك خضعوا لأهم التدريبات واكتسبوا افضل الخبرات من حروبهم في اليمن والعراق وسوريا وحيث لا يعلم الا الله ... وايران، وانت.
ولا ريب أنه بات لديك القدرة على اسقاط طائرات العدو التي ستحلق في سمائنا واستهداف بوارجه التي تعوم قريبا وبعيدا عن شواطئنا، وان قرار الدخول الى الجليل بالنسبة اليك صار مبرما.
ونحن لا نشك لحظة انك في الحرب المقبلة ستحدث في ارض العدو ومستعمراته ومنشآته دمارا غير مسبوق وستقتل من الصهاينة مقتلة كبيرة وستشردهم في الارض وتعيدهم الى بلاد الشتات.
كل هذا جدير بأن يحرّك فيك الأمل للصلاة في القدس قبل الأبناء والأحفاد ...
لكن رويدك يا عزيزي ...
بمن ستصلي في القدس؟!!
مقاومتك اليوم قائمة على انقاض دولة متهالكة تنتظر من يملك شجاعة الاعلان عن موتها!!
بيئتك تنتظر الحرب بل تتمناها لا لأجل تحقيق النصر بل لأن اليأس قد اخذ منها مأخذا والفقر أنهكها والجوع نخر عظمها، وقد تكون الحرب بالنسبة اليها خلاصا سواء بالموت او بتغيير واقعها المرير.
بيئة المقاومة اليوم تنتشر فيها المخدرات وعصابات السلب والتشبيح والاستقواء حيث يأكل فيها القوي الضعيف ويتسلط فيها أصحاب النفوذ وازلامهم على من لا حول لهم ولا قوة.
مساجد الجنوب والضاحية والبقاع باتت خالية الا من بعض الاحتفالات المصورة، وكثير من معممي حزبك منهمكون بجمع المال والتمتع بملذات الدنيا ومبتلون بالحسد آفة العلماء، وما عاد كلامهم يؤثر حتى بأبنائهم.
جلّ أبناء حزبك هجروا القرآن مذ صرت انت نصف اله واستبدلوا آياته بأناشيد التقديس والتبجيل والتهليل لك وللحزب، وباتت اغنية "اضرب والريح تصيح" مادة للرقص في الحفلات والملاهي الليلية.
وعودك بالاصلاح ومحاربة الفساد التي اطلقتها قبل الانتخابات ذهبت -كما كنا نؤمن- أدراج الرياح بعد اذ عجزت امام فساد الحلفاء فضلا عن الخصوم، واكتشفت ان كثيرا من المقربين منك إما متورطون او متواطئون.
اسرائيل يا عزيزي لن ترمي عليك الورود في أي حرب مقبلة، بل ستمطر هذا البلد المنهك بكل اسلحة الدمار والابادة متى شعرت انها في خطر وجودي، وستخرج انت ومن معك من ملجئك بعد انتصارك لتجد عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين والارامل والثكالى والجثث المتناثرة والمباني التي استحالت اثرا بعد عين.
شعبك الضعيف هذا الذي لم تحصنه بالاصلاح ولم تدربه على الصبر وبرّ مقاومتك ولم تعوده على الارتباط بالله وحده ولم تهيئ له الملاجئ ومقومات الصمود بل افقرته ودجنته وسطحت عقله وعلمته كيف يقدسك ويقدس مسؤولي حزبك وكيف يخاف من سطوة امنك، واستخدمت ضد احراره كل اساليب القمع والملاحقة وسلطت عليه اجهزة الدولة الامنية والقضائية (خصوصا في البقاع) لن تجده بعد الحرب.
ستخرج من ملجئك وتتجه نحو القدس فاتحا وتصلي هناك وحدك لأنك لن تجد من يصلي خلفك الا بعض اهل بلاطك الذين سيخرجون حينئذ من ملاجئهم او يعودون الى البلد المدمر من مأمنهم هم وعائلاتهم.
فكر قبل الحرب بالمصلين خلفك ولا تتوضأ بدماء الخلق، ثم تأمل بعد ذلك بالصلاة في القدس يا عزيزي ...