شدّدت صحيفة "الأوبزرفر" في تعليق كتبه سيمون تيزدال، على أنّ "مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، هو الّذي أوقع بريطانيا في "فخ خطير" من أجل معاقبة إيران".
ولفتت إلى أنّ "بولتون المعروف بكونه أحد صقور الحرب على العراق، مكلّف بمهمة. فقد منحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سلطات سياسيّة واسعة، وهو من يقود المواجهة مع إيران. ولأنّه متحمّس لمعاقبة إيران لا يهمّه من يتأذى من جراء سياسته، ولو كان أقرب حلفاء الولايات المتحدة الأميركية مثل بريطانيا".
وذكرت أنّه "عندما سمع أنّ بريطانيا احتجزت ناقلة إيرانيّة قبالة سواحل جبل طارق، كاد يطير من الفرح. وكتب على صفحته بموقع "تويتر": خبر سار، احتجزت بريطانيا ناقلة عملاقة تحمل نفطًا إلى سوريا خرقًا للعقوبات الأوروبية". وبيّنت أنّ "تصريحات بولتون توحي بأنّ الخبر كان مفاجأة بالنسبة له، ولكن الأدلّة تثبت أنّ العكس هو الصحيح، وأنّ فريق بولتون كان ضالعًا بشكل مباشر في عملية الاحتجاز. والواقع أنّ السياسيين في "حزب المحافظين" كانوا مشغولين في اختيار رئيس الوزراء الجديد، فوقعوا في الفخ الأميركي".
وأوضحت الصحيفة أنّ "نتيجة عمليّة احتجاز ناقلة في جبل طارق أصبحت واضحة الآن، وهي احتجاز إيران بالمقابل لناقلة بريطانية هي "ستينا أمبيرو" في مضيق هرمز. وإن كانت إيران لم تعلن صراحة الربط بين الحادثين، فإنّها قد حذّرت من قبل أنّها سترد على ما وصفته بعمليّة "القرصنة" البريطانية في جبل طارق. وها هي قد أخذت بثأرها"، بحسب كاتب المقال.
وأشارت إلى أنّ "بريطانيا وجدت نفسها، نتيجة لذلك، في أزمة دوليّة غير مستعّدة للتعامل معها، كما أنّ توقيتها غير مناسب تمامًا. فرئاسة الحكومة ستؤول لرئيس جديد، أغلب الظن أنّه بوريس جونسون، والبلاد مقبلة على خروج مضطرب من الاتحاد الأوروبي يجعل علاقاتها مع الشركاء الأوروبيين هشّة، كما أنّ العلاقات مع ترامب مضطربة أيضًا".
كما نوّهت إلى أنّ "بريطانيا دعمت المساعي الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران. ولكن رئيسة الوزراء البريطانية ووزير خارجيتها حاولا أن يرضيا ترامب أيضًا، فقد دعما علنًا موقف واشنطن من إيران الّذي يصفها بأنّها عامل عدم استقرار في المنطقة، لبرنامجها الصاروخي على وجه الخصوص".