بعد أن خطب خطباء الأمّة وأفاضوا علينا بجود كرمهم في اللحن والقول وفي النوم واللعب والأحاديث الجانبية التي يتجاذب أطرافها نائبان أو أكثر بحسب الجلسة الممتعة لإقرار الموازنة التي بدأت صعبة نتيجة مخاضات عسيرة وانتهت سهلة رغم ما علا من أصوات معترضة وداعية الى الالتزام بما يحفظ البلاد من الفساد. أصبح بالأمكان الإطمئنان على أوضاع العباد فالأرزاق آتية بعد شح شحيح من سيدر وكل وعود العرب والأجانب من دعم غير محدود للبنان بعد الإصلاح المطلوب والمرجو، وأصبح بالأمكان أيضاً النوم على استقرار في العملة وفي الأمن ما دام السادة النواب أفرغوا جعب الحروب لحكومة غير متوفرة حتى الآن لأسباب في الموازنة ولأسباب لا يعلمها الله .
من نعمة الوجود علينا أن عندنا ما يدفع الى الطمأنة من خلال ممثلين شرعين للشعب اللبناني وهم من خيرة الناس كونهم أصحاب شأن ووزن وتجربة رائدة في عالم التشريع وهذا ما أثرنا وسط عالم عربي لا تتوفر فيه مشرعة كالمشرعين اللبنانيين وهذه خاصية جيدة تدفعنا للتمسك بالنعم غير المحدودة لشعب لا يتجاوز سكانة جماعة في حيّ مصري وهذه ميزة اعتشنا عليها منذ صحوة الأحزاب المجيدة التي اختارت لنا منذ الطائف ما يدهش العالم من قامات علمية شامخة زادتنا بسطة في الجسم والحلم .
اقرا ايضا : خيراً فعل حزب الله بنواف
الحمد لله على نعمه الوافرة والتي لا تُحصى ولا تُعد وما شاء الله على ما أفاء علينا ببركات ما عنده من رجال بعزم الجبال بل كزُبُر الحديد أشاوس من طينة خاصة مجبولة بعرق الفقراء ورائحة الشهداء ما أذكاهم ما أعطرهم ما أنبل نبلهم طوبى لهم وحسن مآب ثم طوبى لمن آتى بهم من أولياء أمرنا وحسن إختيار أسماء لامعة ودامعة لامعة في أطراف النهار ودامعة في أناء الليل لا تنام ولا تصحو أعينهم حيارى غير سكارى تبصرهم في صفوف الكادحين وفي جبهات المناضلين .
شكراً لكل من فكّر واهتدى اليهم فهدانا بهم طريق الرشاد شكراً للزعيم الذي يعرف تماماً من الإشارة والنظرة أدنى شروطنا في الحياة فوفّر الكرامة وجماعة الشهادة وأئمة المنابر فهم يحفظونا ما جاء في كتب الرسل عن ظهر لسان ويفقهون فقه السلطة وفقه المعارضة في نفس الخطبة ولا يحيدون عن ما يطلبه المستمعون من أبناء العشيرة والملّة والمذهب لذا يأخذهم الحماس الى غير ما قرروا تلبية لأحجية الجماهير التي لا تعرف سوى الغضب من الآخر رغم ذُل فقرها .
كتب الله لنا أسماء الرسل ولا مجال إلاّ للإيمان بهم وفرض علينا طاعته في ولاته فأطعنا وما عصينا فنحن أبناء الإيمان لا شك وأيّ شك في ربّ التين والزيتون وأثداء من اللبن والعسل والخمر وجنّات من فاكهة بكفيا وعنب البقاع وكرز شبعا .
من النعم علينا أن الله جعل أفئدتنا تنبض في لبنان أكرمنا بولادة غير قيصرية سهلة سهولة السهول اللبنانية مرعى مفتوح لغزلان البشر للنعامات والزرافات وهي جنات عدن أعدت لنا جيلاً بعد جيل على طبق من ذهب روّاد السياسة اللبنانية وخاصة جهابذة هذا العصر ممن أفاؤوا علينا بفيء عزيز وكريم يأتي أكله كل بيت .