حقق مدرب المنتخب الجزائري، جمال بلماضي، انتصارا تاريخيا بقيادته "محاربي الصحراء"، إلى اللقب الثاني في تاريخهم بانتصار صعب على السنغال في نهائي كأس أمم أفريقيا، الجمعة.
لكن التتويج الذي طال انتظاره، الأول منذ عام 1990، بدا يحمل أبعادا شخصية للمدرب العاطفي الشاب، فقد استطاع من خلاله توجيه "صفعة قوية لكل المنتقدين".
وكان بلماضي قال سابقاً: "قد تقولون عني أنني مجنون لكنني أريد التتويج بكأس أفريقيا"، واعتبر كثيرون هذا التصريح بمثابة مبالغة كبرى بالنظر إلى مستوى ومردود المنتخب الجزائري وقتها، وإخفاقه في التأهل إلى نهائيات مونديال 2018.
لكن بلماضي نجح في إسكات كل المعارضين، وتمكن من الوفاء بوعده بعد أقل من عام على خلافته لسلفه رابح ماجر، ليرد بذلك على كل منتقديه وكل من سخر من تصريحاته في أول ندوة صحفية له.
وحسب الصحيفة الجزائرية فقد فرض بلماضي شروطه على الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خلال المفاوضات بين الطرفين، إذ رفض التدخل في صلاحياته الفنية، مصرا على أن تكون كلمته الأولى والأخيرة في الجوانب الفنية دون الرضوخ لضغوط المسؤولين أو وسائل الإعلام.
كما أصر على فرض الانضباط التام داخل غرف الملابس، فلم يتردد في إبعاد اللاعب هاريس بلقبلة بعد تصرف وصف بـ"غير المسؤول" خلال معسكر الفريق استعدادا لخوض غمار كأس أمم أفريقيا.
وبعد فترة مضطربة شهدت تغيير 7 مدربين خلال 3 سنوات، احتاج جمال بلماضي إلى أقل من عام واحد، ليعيد فرض النظام حتى قاد الجزائر إلى التتويج الذي طال انتظاره.