وقال دبلوماسيون في بروكسل إن أي عقوبات في المستقبل ستركز على الأرجح على تجميد الأصول والحظر من شركات الاتحاد الأوروبي أو الأشخاص الضالعين في أعمال الحفر.
وخوفا من إغضاب أنقرة التي تحتاجها أوروبا للإبقاء على غطاء للهجرة من الشرق الأوسط، لن تختار الكتلة فرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق كتلك التي فرضت على روسيا في السنوات الأخيرة لدورها في الاضطرابات في أوكرانيا.
ويقول مراقبون إن الاتحاد الأوروبي سيجد نفسه مضطرا للردّ على التعنت التركي، ويحمل هذا التعنت دلالات استهانة بالاتحاد، وهو ما يجعل الأوروبيين مضطرين إلى اتخاذ عقوبات تدريجية.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، على موقع تويتر “رغم وجود نوايا صادقة للحفاظ على علاقات حسن الجوار مع تركيا، فإن تصعيدها المستمر والتحدي الذي تقوم به لسيادة دولة قبرص العضو بالاتحاد سيؤدي حتما إلى قيام الاتحاد الأوروبي بالردّ بتضامن كامل”.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأحد، إن بلاده ستواصل التنقيب عن الغاز في المياه قبالة ساحل قبرص إذا لم تقبل حكومة القبارصة اليونانيين المعترف بها دوليا مقترحا للتعاون تقدم به القبارصة الأتراك.
وقال جاويش أوغلو إن المقترح الذي تقدم به زعيم القبارصة الأتراك مصطفى أقينجي يتضمن تعاون الجانبين على الجزيرة المقسمة في التنقيب عن الغاز واستخراجه، وهو ما قد يسهم في إحلال الاستقرار والسلام في شرق البحر المتوسط.
وفي مقال نشرته صحيفة سايبراس بوست، قال جاويش أوغلو إن تركيا ستواصل عمليات التنقيب في مناطق حصلت على ترخيص للعمل بها من القبارصة الأتراك “بكل تصميم ودون تغيير” وذلك حتى يوافق القبارصة اليونانيون على المقترحات التي قدمها أقينجي، السبت، للتعاون بين الجانبين.
ويعتقد الخبراء بوجود احتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر بنحو 227 مليار متر مكعب قبالة قبرص.
تجدر الإشارة إلى أن جزيرة قبرص مقسمة منذ عام 1974 إلى شطرين: جنوبي مستقل ذو أغلبية يونانية وعضو بالاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، وشمالي تركي لا تعترف بسيادته إلا أنقرة.
وفي الأشهر الأخيرة أرسلت تركيا سفينتي يافوز وفاتح إلى شمال شرق الجزيرة قبالة سواحل جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
وبدأت فاتح أعمال التنقيب في مايو وتستعد سفينة يافوز لأن تحذو حذوها رغم تحذيرات الاتحاد الأوروبي المتكررة.
ويرى هاري تسيميتراس مدير مجموعة بريو للأبحاث في نيقوسيا أن الأنشطة التركية تعكس أكثر “رغبة تركيا في فرض نفوذها على المنطقة منه مسألة تتعلق بموارد الطاقة”.
ويضيف “أنها فرصة لتركيا بأن تكون حاضرة” خصوصا في التعاون القائم في المنطقة بين اليونان وقبرص وإسرائيل أو اليونان وقبرص ومصر.