وأضاف البيان أن العاهل السعودي أكد على ضرورة الحفاظ على اتفاق الطائف لكونه الاتفاق الذي أنهى الحرب الداخلية في لبنان.
وقال رئيس الحكومة اللبناني السابق نجيب ميقاتي بعد اللقاء مع الملك سلمان إن السعودية “ستمد يد العون للبنان”.
وأضاف ميقاتي لتلفزيون أل.بي.سي اللبناني، من جدة، أن الملك سلمان “شدد على ضرورة المحافظة على لبنان.. (وسنرى) خطوات سعودية قريبا نحو الدولة اللبنانية”.
وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إنّ “على لبنان أن يواجه التحديات بموقف موحّد والأهم هو النأي بالنفس قولا وعملا”.
وأشار السنيورة إلى أن لبنان يمرّ بأوقات دقيقة وبسبب هذه التطورات الكبرى من الهام والضروري العودة إلى المبادئ الأساسية التي تجمع بين اللبنانيين، مؤكدا على أهمية إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف والدستور.
كما نقلت أل.بي.سي عن سفير السعودية في لبنان وليد بخاري قوله إن زيارة رؤساء الوزراء السابقين للسعودية “تحمل في طياتها ملامح مستقبل واعد لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وترى أوساط سياسية لبنانية في توجه رؤساء الحكومة اللبنانية إلى تلبية الدعوة السعودية رمزية سياسية من المهم التوقف عندها، مشيرة إلى أن الوفد يمثل موقع رئاسة الحكومة اللبنانية، ولطالما وقف الرؤساء السابقون صفا واحدا لدعم رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري لردّ الاعتداءات السياسية والدستورية التي تعرّض لها موقع السنّة السياسي الأول في البلاد.
وأشارت إلى أن تقصّد الرياض توجيه دعوة إلى هذه الشخصيات، يمثل دعما جديدا للموقع وللحريري، بما يعتبر إشارة سعودية متقدمة في مواجهة التيار المتحالف مع إيران في لبنان والذي يسعى إلى النيل من صلاحيات رئيس الحكومة.
يشار إلى أن سعد الحريري كان في السعودية قبل أيام وأنه التقى بميقاتي والسنيورة وسلام مرتين قبل توجههم إلى جدة للقاء الملك سلمان.
ويطالب محللون لبنانيون بعدم النظر إلى زيارة رؤساء الحكومة السابقين من زاوية طائفية مرتبطة بالسعودية، لأن الرياض من خلال موفديها وسفيرها في بيروت، نجحت في نسج علاقات متجذّرة مع تيارات وشخصيات لبنانية غير سنّية وغير مسلمة، وباتت محجّا للعديد من الشخصيات اللبنانية التي تتردد على السعودية باعتبارها داعما لخيارات لبنانية تدافع عن منطق الدولة وعن علاقات البلد السليمة مع العرب في مواجهة منطق الدويلة الملتصقة بخيارات نظام الولي الفقيه في طهران.
بيد أن مصادر سياسية لبنانية مسؤولة قالت إنه على الرغم من أهمية هذه الزيارة وما صدر عنها من تصريحات متفائلة، إلا أن لبنان بات يحتاج إلى أكثر من دعم سياسي موضعي، وأن مواجهة المدّ الإيراني في لبنان والمنطقة تستلزم سياسة سعودية خليجية عربية أكثر حيوية في مجالات الدعم المباشر الأمني والاقتصادي والعسكري، وحضورا أكثر اتساعا وتماسكا داخل لبنان يعيد العرب بشكل وازن إلى الداخل اللبناني على نحو يتواكب مع التحولات المقبلة والتي تعمل على محاصرة وشل النفوذ الإيراني في دول المنطقة بما في ذلك في لبنان.
وتعول المصادر المسؤولة كثيرا على الدعوة التي وجهتها السعودية لرؤساء الوزراء السابقين كما على الوعود التي تم الحديث عنها بشأن الخطوات السعودية نحو الدولة اللبنانية.
بالمقابل يقول مراقبون إن لبنان يحتاج بدوره إلى أن يفتح الطريق أمام عودة سعودية قوية، وألا يكتفي بانتظار الدعم المالي السعودي وتوظيفه في مسارب تقود إلى تثبيت التوازن الحالي الخادم لحزب الله ونفوذ إيران.
ويضيف هؤلاء أن السعودية الجديدة باتت توازن بين الدعم السخي الذي تقدمه في المنطقة ومواقف الدول والجهات المعنية بما يتماشى ورؤية الرياض للقضايا الإقليمية ومصالحها، وأنه من غير المنطقي أن تضخ دعما لبلد تستمر فيه مواقف الطيف الأعم مناوئة لها.