في البداية علينا أن نفرق بين المتدينين المتعصبين الذين ينظرون الى الآخر بأنه اقل شأن منه وأنه كافر ومنبوذ من حياتهم ومن مجتمعهم وبين المتدين المعتدل والعادل بحقه وبحق غيره الذي هو عكس المتدين المتعصب.
وأن عدنا الى تعبير او مصطلح حوار الأديان الذي انطلق وينطلق في الكثير والعديد من المبادرات وورشات العمل والمؤتمرات ووسائل الإعلام والتدريبات التي اصبحت لا تنتهي تحت مسمى حوار الأديان وو وفالسؤال هنا هل الأديان تتحاور أو من يتبع الدين هو من يحاور الآخر.
لذا حان الوقت لنفرق بين حوار الاديان وحوار المتدينين او حوار المتخصصين بالعقيدة فلكل منهم خصائص ومهام تختلف، فما نحن بحاجة اليه الآن في مجتمعتنا هو حوار المتدينين المنفتحين على الآخر وبين من يدعون الدين لمآرب معينة،ومن هم المتدينين اصحاب الفكر والتحليل والتفسير بناء على اسس دينيه موثقة تاريخياً او علمياً لنصل الى حوار يجمعنا تحت مصطلح أنا والآخر والعيش المشترك.
فالاشكالية في المتدينين الذين وصلوا في تدينهم حد التعصب وصولاً الى نشرخطاب الكراهية أينما تواجدوا ونشره عبر كافة الوسائل. والمشكلة الكبرى أنهم يعتقدون بأنهم على حق وصواب، ولا يجوز الدخول معهم لا بحوار ولا نقاش ولا حتى السماح للآخر مجرد الاستفسار أو توضيحاً عن أي شأن ديني.
لذا على المتدينين المعتدلين العادلين واصحاب العقول النيرة والمبادرات وو وعبر اي وسيلة التوجيه والتواصل مع المتدينين المتعصبين والتوضيح لهم أن الآخر المختلف ليس بمذنب وليس بكافر وأن الكل متساوي. وجميع الأديان تدعو الى المحبة والسلام والعيش المشترك. وعلينا أن نذكر هنا أن هؤلاء المتدينين المتعصبين ليسوا بظاهرة عامة أو أغلبية وانما هم قلة قليلة، ولكن للأسف لهم تأثير لا يستهان بهم.
كما أن المتدينين العادلين المعتدلين هم ايضاً قادة ولهم تأثير في مواقعهم ومجتمعتهم وسلوكياتهم اليومية على مجتمعهم، ولهم دور يجب أن لا يستهان به في نبذ التطرف وخطاب الكراهية والتعصب ضد الآخر.