شعوب مغلوبة على أمرها لا تحصد سوى الآلام والخيبات.
كتب العبد الفقير الى الله تعالى أحمد خواجة مقالة قصيرة في مثل هذا اليوم الواقع في ١٥/٧/٢٠١٥، وهي خاطرة مُباركة وتهنئة للشعب الإيراني لمناسبة توقيع الاتفاق النووي الغربي الإيراني، أُعيد نشرها اليوم عبر موقع لبنان الجديد للعبرة والفائدة والله من وراء القصد:
مبروك لإيران...
مبروك لإيران، والشعب الإيراني الاتفاق النووي الغربي الإيراني الاخير، لعلّه يكون فاتحة خير للمنطقة خاصة والعالم اجمع، من حقّ هذا الشعب الصابر العظيم ان ينعم بفترة راحة وبحبوحة عيش، بعد سنواتٍ عجاف من الفقر والعذاب والحصار. ولعلها فرصة مؤاتية دلتُوقف القيادة الإيرانية تدخلاتها السافرة في الشؤون العربية، فقد ذاقت هذه الشعوب الأمرّين من هذا التدخل المستمر منذ عدة عقود، أي من عمر الثورة الإيرانية، ولعلّ أبرز وأخطر ما أفرزه هذا التدخل، ما تشهده المنطقة الإسلامية من خلافٍ مذهبي بين السُّنة والشيعة، فحبذا لو اهتمّ القادة الإيرانيون بعد اليوم بشؤونهم الداخلية ومشاكلهم المعقدة، وتركوا الآخرين يتفرغون لحلّ مشاكلهم بالحوار والروية وتحكيم لغة العقل، بدل الحروب الأهلية والمكائد، وحبذا لو يتّعظ زعماء الجماعات المحلية في المنطقة العربية من اليمن إلى لبنان من عِبر هذا التّحول في المنطقة غداة هذا الاتفاق النووي الهام،، فينصرفون إلى لمّ الشمل، وفكّ الارتباط العضوي مع المسار الإيراني، بعد أن حسم خياراته الإستراتيجية بالتوافق مع الشيطان الاكبر، فيتوقفوا عن أعمال الكردسة والتّسلُّح وزرع الشقاق، والانخراط في مخططات إقليمية ودولية، ليسوا فيها سوى حجارة شطرنج تتجاذبها المصالح وتتقاذفها الاهواء، ووقودها في أول الأمر وآخره، شعوب مغلوبة على أمرها لا تحصد سوى الآلام والخيبات.