اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ان "الحكمة تُطلب أوّلاً من المسؤولين، أكانوا في الكنيسة أم المجتمع أم الدّولة. إنّ العقلاء عندنا يطالبون المسؤولين السّياسيّين التّحلّي بالحكمة والفطنة، مدركين الخطر الكبير الذي يواجهه لبنان: أوضاع المنطقة التي تعيش على فوهة بركان، الخطر الاقتصاديّ الذي يهدّد الاستقرار الماليّ والآخذ بإفقار الشّعب يومًا بعد يوم، و"صفقة القرن" الفاعلة تحت الكواليس من أجل توطين اللّاجئين الفلسطينيّين رغمًا عنهم، ومن أجل توطين النّازحين السّوريّين بترغيبهم وتخويفهم، والخطر الإسرائيليّ الدّائم على الاستقرار والسّلام".
واشار الراعي خلال ترؤسه قداس الاحد في الديمان، الى انه "لا يحقّ لرجال السّياسة تسخير نشاط المؤسّسات الدّستوريّة لرغائبهم ومطالبهم، وبالتالي تعطيل عملها، مثل اجتماع الحكومة وعقد جلسات المجلس النّيابيّ، فيما الأخطار المذكورة وسواها من الأزمات توجب أن تكون هاتين المؤسّستين الدّستوريّتين في حالة انعقادٍ دائمٍ لدرء هذه الأخطار".
واكد إنّ أمور البلاد تحلّها السّلطة الإجرائيّة لا الوساطات المشكورة وحدها التي ربّما لا تنتهي، وبالتالي تبقى الحكومة ممنوعةً من الاجتماع أو مقيّدةً بمطالب الإفرقاء المتناقضة، فيما هي المسؤولة أوّلاً وآخرًا عن طرح المعضلات ودرسها واتّخاذ القرار الحاسم الأخير. وفي كلّ حال، إنّ الممارسة الشّاذّة عندنا تشوّه مفهوم الدّيمقراطيّة التّوافقيّة.