لفت رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان إلى أن "حقيقة لا أعلم متى سيتم تسليم مطلوبي حادثة قبرشمون ونحن نواجه مشكلة كبيرة جداً والدولة في لبنان أضعف حلقة وأصبح كل شيء قابلا للتفاوض وهناك أمور نقبل بها ولكن هناك أمور لا نستطيع التفاوض عليها وهي أولا الامن لأن السلم الاهلي هو حق مكتسب للشعب بغض النظر عن الطوائف والمذاهب والثانية القضاء لانه عندما يصبح القضاء استنسابيا ولا تحترم النصوص القضائية القانونية الواضحة نكون قد دخلنا عندها في شريعة غاب".
وفي حديث تلفزيوني، أشار ارسلان إلى أن "لبنان يعاني الكثير، فلا خطة اقتصادية ولا خطة مالية ولا انمائية ولا خدماتية ولا أمنية ولا قضاء مستقل وكل اجهزة الدولة خاضعة لتوظيف سياسي وتعيين سياسي ومذهبي وطائفي، وكأننا اصبحنا في بلد لم نعلن فيه الفدرالية او التقسيم انما مع الاسف نحن نعيش في هذا الواقع".
وأوضح ان "مطالبتنا باحالة الملف الى المجلس العدلي لا تعني اصدارنا احكاماً، انما اهميته في توصيف الجرم، حيث القضايا التي تحال اليه محددة بنصوص واضحة، ولا احد يحاول تسخيف ما حصل فهناك دماء شهداء وجرحى ابرياء، واصابة موكب وزير ما حصل في الجبل محاولة اغتيال وزير في الحكومة ضمن كمين محكم"، مؤكداً "اننا مع تسليم كل المطلوبين، انما بعد توصيف الحادثة بشكل صحيح واحالتها الى المجلس العدلي".
وشدد على "ضرورة الكف عن اللعب بدم الناس، لست انا من استنتج واحلل"، متسائلا "هل مسموح وزيراً في الحكومة اللبنانية ان يتعرض لما تعرض اليه وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب؟ وما هو توصيف حدث كهذا، أليس فتنة وتحريضاً وتهديداً للسلم الأهلي؟" وتوجه بالشكر لرئيس الجمهورية ميشال عون لتفهمه لما حصل، ومواكبة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يقبل بالمتاجرة بدم الناس ودم الدروز، وانا ارفض التفاوض مع اي جهة على ان الاشكال هو مسلح او اشكال فردي فهناك تهديد لاربعة وزراء من الحكومة ونواب المنطقة".
وأضاف "أحدهم قال لي انهم ظنواً رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل في الموكب، وبالامس وصل لي تسجيلاً صوتياً فيه تحريضاً علينا وعلى دمنا في حال أقدم باسيل على زيارتي في حاصبيا خلال جولته في الجنوب ولو فرضنا قال لي باسيل انه سيزورني في حاصبيا فحكما سأرحب بالزيارة رغم ما حدث"، مشيراً إلى انه "بعد ان قرر باسيل عدم الإستمرار بجولته في الجبل، قام احد الوزراء بالاتصال به لطمأنته ان هناك طريق فرعي آمن، وبعد ان سلكها الغريب بعد عودته من شملان تبين أن ثمّة كميناً محضراً".
وشدد على أن "أي مصالحة سياسية لا تعني غض النظر عن محاسبة المتورطين، ويجب الفصل بين اي مصالحة سياسية وبين الشق القضائي والأمني لما حصل"، مؤكداً "إننا لن نقبل بالتلاعب بالجرائم بهذا الشكل والتدخل بعمل القضاة"، مشيراً إلى أن "حزب الله" يؤيد المصالحة لكنه لا يربطها بالقضاء والأمن والتغاضي عن الجرائم"، لافتاً إلى "إنني لا اشكك بأن رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط ليس قاتلاً وهو بريء من ما حدث مؤخراً، انما اذا استمرّ التسويف والاستخفاف بما حصل بهذا الشكل واذا استمر الهجوم على احالة الملف الى المجلس العدلي كما هو عليه، فيصبح لدي شكّ بالأمر".
وأضاف "بيني وبين رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية لا يوجد الا كل ودّ، وهو اخي ورفيق دربي واخلاقه العالية وبيتيته تجعله يدرك جيداً الفرق بين الحق والباطل، وهو يعرف ان طلال ارسلان المستهدف، واتمنى عليه ان لا يخلط بين موقفه من باسيل وبين ما حدث في الجبل"، مؤكداً "اننا لن نساوم على إحالة قضية إطلاق النار على موكب الغريب إلى المجلس العدلي"، مشيراً إلى "أننا لسنا مع تفجير الحكومة ولكن عليها واجب أخلاقي وسياسي وأمني في حفظ كرامة وزرائها والشهداء".
وأكد ارسلان "أننا لن نبقى مكتوفي الأيدي وساحاتنا ليست مستباحة ولندع الخلاف السياسي تحت سقف محترم"، مشيراً إلى أنه "من المعيب أن نوصل الخلاف السياسي إلى تحريض فئات المجتمع على بعضها"، لافتاً إلى أن "فائض القوة الموجود عندنا ناتج من تلاحم الشعب والجيش والمقاومة"، مشدداً على "أنني لا أقبل مقايضة الدم بأي مقابل سياسي مهما كلف الأمر"، مضيفاً "مصلحة أهل الجبل في الانفتاح والسلم الأهلي والعيش المشترك وعدم التحريض الطائفي والمذهبي البغيض".
وتايع " أتمنى على رئيس الحكومة سعد الحريري أن يكون فاعلا لا متفرجا على ما حصل وما يحصل وحتى الآن لم أر منه أي مسعى جدي إلا التهدئة و كمبادرة او حلول لم أر أي شيئ و استغرب ذلك لانه رئيس حكومة كل لبنان لا رئيس حكومة فريق على فريق وأنا مقتنع أن الحريري بأخلاقياته لن يكون جهة في المتاجرة بدم الناس"، معتبراً أن "من يحرض على حادثة الشويفات التي ادت إلى استشهاد علاء أبو فرج ومن حرض على الكمين للغريب و على الكمين لباسيل واطلاق النار والفتنة و من حرض على مشكلة عين دارة لا يحق له التصنيف من ما كان يكون والغريب هو مثل ابني ومن عائلة كريمة لها تاريخها الديني والسياسي".