أكّد رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، خلال مراسم تقليده الدكتوراه الفخرية من قبل الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST في حفل تخريج الطلاب للعام 2018-2019 ، أنه يرى "في هذا التكريم حافزا لمزيد من الخدمة والتواصل والعبور الى لبنان كما يطمح اليه الجيل الصاعد. هذا الجيل المنزه عن كل الملوثات التي فتكت بلبنان الدولة ولبنان السلطة".
وتوّجه الى الخريجين بالقول: "أنتم أصحاب العيد، أنتم الأمل، أنتم الرهان الأول، أنتم خط الدفاع الثابت والأكيد. أنتم جيل لبنان الخارج من حرب وجودية الى حرب من نوع آخر: حرب إثبات وجود لأفرقاء السياسة والمناطق والطوائف، وغالبا على حساب لبنان.أنتم خريجو الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا، فكونوا فعلا جيل المعلوماتية، جيل العصر الرقمي، جيل الحداثة، جيل التغيير"، مشددًا على "أنها مسؤوليتكم، فلا تتنكروا للبنان الماضي، بل بددوا منه الضباب السميك الذي لف سيادته وشفافيته، واصنعوا منه لبنان الغد، لبنان الحداثة والعنفوان.بإبداعكم إبنوه، بأحلامكم إرفعوه، بفكركم اصقلوه سيادة وحرية وكرامة انسان. إني أفهم هواجسكم، وأتفهم مخاوفكم. فلبنان يتوق لمفهوم الدولة ومنعة مؤسساتها. فالمنطقة برمتها في واقع مأزوم. هي تغلي، تتألم في صفيح ساخن من الجهل، والفقر والعوز والانكماش .ولبنان ليس غريبا عن هذا المشهد، هو جزء من كل موجوع ومهدد. إلا أنه يناضل بكم أنتم من أجل القيم، من أجل بناء الوطن والانسان".
ولفت الجميل إلى أنه "اذا كانت الدول والشعوب تحارب عادة من أجل مصالحها، الا ان لبنان يقاوم لأنه حامل رسالة سلام، رسالة العيش الواحد، ومساحة حوار انساني ومقاومة وجدانية وجودية لا حدود لها. وهذا الرهان هو الأصعب والأجدى، فاجعلوه رهانكم وعلة نضالكم. صدقوني، لبنان لا يحب الحرب لكنه يعرف كيف يقاوم للدفاع عن قيمه ودوره. نعم أنا أقاوم، اذا أنا حي. فتحية الى كل شهداء لبنان، مهما اختلفت انتماءاتهم وعقائدهم، ومذاهبهم. فالشهيد شهيد شرط أن يكون دمه فدى للبنان وقضيته ورسالته".