وترى الولايات المتحدة أنه ليس من السليم أن تحصل تركيا، وهي بلد عضو في حلف شمال الأطلسي، على منظومة روسية، وتخشى أن يؤدي الجمع بين "إس 400" وطائرات "إف 35" الأميركية إلى وقوع تجسس وكشف أسرار عسكرية.
في غضون ذلك، تتشبث تركيا بما تراه حقا سياديا، وأجرى الرئيس رجب طيب أردوغان، مباحثات مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، بشأن الصفقة، مؤخرا، على هامش قمة العشرين التي انعقدت في اليابان.
وقال ترامب، وقتها، إن تركيا وجدت نفسها، في موقف صعب، على عهد الرئيس السابق باراك أوباما، لأن أنقرة طلبت شراء منظومة "باتريوت" الأميركية، فقوبلت بالرفض، وهذا الأمر هو الذي جعلها تذهب إلى الروس.
لكن هذه الطمأنة العابرة من ترامب لأردوغان، لم تبدد احتمال فرض العقوبات على تركيا، بحسب متابعين، لأن مسؤولين أميركيين يصرون على معاقبة أنقرة.
وفي حزيران الماضي، قالت السفيرة الأميركية لدى الناتو كاي بايلي هاتشيسون: "لقد قلنا مرارا في مناسبات عدة إنه ستكون هنالك عواقب غير جيدة لتركيا، وللولايات المتحدة أيضا، لكنها عواقب ضرورية. ليس لدينا خيارات أخرى".
وبالإضافة إلى العقوبات المفروضة بموجب قانون عام 2017 المعروف باسم "مكافحة خصوم أميركا (كاتسا)"، والذي قد يؤثر على قطاعات واسعة من الاقتصاد التركي، تواجه تركيا أيضا الاستبعاد الكامل من برنامج الطائرات المقاتلة إف-35.
يذكر أن المدى العملياتي لصواريخ اس 400 يصل إلى 250 ميلا (402 كيلومترا) وقادر على اعتراض الأهداف الجوية سواء كانت طائرات أو طائرات بدون طيار أو حتى الصواريخ البالستية على ارتفاعات تصل إلى 30 ألف قدم.
يشار إلى أن روسيا استخدمت هذا النوع من الصواريخ في مدينة اللاذقية السورية، وبحسب وكالة سبوتنيك فإن "ردار هذه الصواريخ يقوم بتغطية أراضي سوريا وكشف كل شيء يطير، كما يغطي المناطق الغربية من العراق، وإسرائيل والأردن كلها، وشمال سيناء في مصر، وجزء كبير من المجال الجوي التركي بما في ذلك أنقرة، والجزء الشرقي للبحر المتوسط."