تردد وعدم إجماع
وليس هناك إجماع في الرأي حتى بين دول الخليج حلفاء أميركا بشأن أنجع السبل للتصدي لإيران. ومع احتمال أن تجد تلك الدول نفسها في الخطوط الأمامية في أي صراع عسكري مع إيران، تبدو مترددة في دعم الموقف الأشد صرامة الذي تتبناه الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن التصريحات المتضاربة الصادرة في السر والعلن من دبلوماسيين أميركيين وإقليميين، تقف شاهدا على عمق الخلاف المحتدم بين الحلفاء حول ملامح السياسة المتبعة بقيادة أميركا والتي يعتقد كثير من المسؤولين والمحللين في المنطقة أنها قد تفضي إلى حرب.
وبينما ألقت واشنطن باللائمة على إيران في الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط التجارية قرب مضيق هرمز، أحجمت معظم دول الخليج عن التصريح علانية بضلوع طهران في تلك الحوادث بل دعت إلى إجراء حوار معها وضبط النفس.
قلق خليجي من إستراتيجية واشنطن
وينتاب بعض المسؤولين والمحللين في المنطقة القلق من أن الإستراتيجية الأميركية القائمة على ممارسة "ضغوط إلى أقصى حد" على إيران، تُعرِّض دول الخليج إلى خطر التورط في صراع دون ضمانات أمنية قوية، على حد تعبير الصحيفة.
وتمضي واشنطن بوست في تقريرها إلى أن بعض المعلقين في السعودية والإمارات انتقدوا إحجام إدارة ترامب عن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران إثر إسقاطها لطائرة تجسس أميركية مسيرة فوق مضيق هرمز الشهر المنصرم.
وتشير الصحيفة إلى أن دعوة ترامب إيران للتفاوض دون شروط مسبقة عقب تلك الحادثة أصابت البعض في الخليج بالإحباط، لأن طهران قد تعتبر التراجع الأميركي المفاجئ "علامة ضعف"، حسب وصف دبلوماسيين ومحللين.