أكد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد أن "يدنا ممدودة للجميع، ليصبح لبنان أجمل وأكثر صلابة".

 

وقال في كلمة خلال رعايته حفل تخريج طلاب الجامعة اللبنانية الدولية فرع صيدا: دائما نسمع نغمة أن أحدا ما يريد أخذ صلاحيات رئاسة الحكومة، قلناها وسنبقى نقولها، في هذا الوطن لا أحد يأخذ صلاحيات أحد ولا نقبل بأن يمس أحد بصلاحيات الآخر، لأننا تعلمنا بعد 15 عاما من الحرب أن لبنان لا يمكن أن تحكمه طائفة أو حزب أو تيار أو مذهب. لبنان واحة تلاق يجمع الجميع".

 

أضاف: "إن الناس يرون ويعرفون جيدا من هم وراء الشرذمة، وأن اليد لا تلاقي اليد الممدودة، وأن سياسة الإحتكار والأحادية والتفرد لم تعد تنفع. الخلاصة أن لا أحد يريد أن يمس بالصلاحيات أو بالحقوق، والأجدى بكل حريص على حمايتها أن يمد يده لشركائه في الطائفة أولا وفي الوطن ثانيا، وساعتها الدنيا بألف خير".

 

وتوجه الى الخريجين بالقول: "أرعى تخرجكم اليوم، وقد يكون قدركم أن تكونوا في زمن العجز والفساد، زمن دولتكم فيه ليست متماسكة، لكن تذكروا أن أمامكم الخيار، إما أن تتركوا لبنان وتحرموه من كفاءاتكم أو تناضلوا في سبيل الوطن وتجندوا كل خبراتكم لإنمائه وتلعبوا أدوارا قيادية في خدمته وخدمة الناس وتكونوا مثالا في النزاهة والتجرد. كلي ثقة في أنكم ستناضلون ليصبح التوظيف في الدولة وفقا للكفاءات، وليصبح لبنان بلدا منتجا لا مستهلكا، ولتقدموا النموذج الحقيقي للعيش المشترك".

 

وتابع: "رحم الله القائد جمال عبد الناصر حين قال: عندما تتعارض الثورة مع الشعب فإن الثورة على خطأ. ونحن نقول: عندما تتعارض الحكومة مع المواطنين فإن الحكومة على خطأ وعلينا أن نعيد النظر بأمور كثيرة والعمل بكل جدية لوقف الهدر بعيدا من الحسابات الضيقة، وعلينا خدمة المواطن وتسهيل العيش عليه في وطنه، لأن المواطن حر ولا يجوز إستغلال النفوذ والسلطة عليه لأننا مؤتمنون على خدمته ولأننا موظفون لديه، والزعيم أو القائد ليس بعدد الأشخاص الذين يخدمونه بل بكم شخص يخدم هو".

 

واعتبر أن "الطريق أمامنا طويل وشاق ويحتاج للكثير من الجهد والهمة العالية والعطاء المخلص المتجرد الذي لا ينتظر المكافأة من أحد، بل هو في سبيل رفعة الأمة ورقيها لإعلاء شأن لبنان ومنزلته بين الدول، لكنني عندما أراكم وبسمة النجاح على وجوهكم، أتأكد أنكم أمل لبنان والغد الأفضل وستحققون هذا الأمل بالمثابرة والعمل الجدي والوعي الرافض للجهل والتعصب والإنغلاق. ونحن لن نبخل عليكم بالسعي الى تحسين إقتصادنا وزيادة فرص العمل وإعطائكم الفرصة لتنجحوا وتتميزوا وترفعوا إسم لبنان الى العالم".

 

وأضاف: "ينتظركم عمل أساسي وجوهري ووطني لتساهموا في إعادة رسم سياسة تربوية جديدة تواكب الأساليب الحديثة، ورسم خطط إقتصادية وعلمية وزراعية وتجارية وإنمائية وبيئية، لنعيد للبنان دوره الريادي في المنطقة. بلدنا هو جامعة ومستشفى وسياحة العرب، يجب أن نعيده ملتقى لكل الأشقاء والأصدقاء العرب وعليكم دور كبير في إعادة إحياء الثقة بين شرائح المجتمع اللبناني". 

 


ودعا الجميع الى "التكلم بلغة واحدة هي لغة الوحدة الوطنية واللغة العربية لأن الهجمة كبيرة على تاريخنا وعروبتنا، ومن دون تعزيز ثقافتنا وقدراتنا العلمية وإيماننا بحقنا في التحرر والتحرير سنبقى لقمة سائغة لأطماع العدو الصهيوني"، لافتا الى أن "المطلوب من الجميع رفع الصوت للبدء بحوار يجمع أقطاب الأمة العربية على ثوابتها وعلى ضرورة تحسين العلاقات مع الأصدقاء والوقوف في صف واحد في وجه عدونا الصهيوني ومشاريعه التخريبية لتبقى القدس عاصمة فلسطين".