اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "حرص لبنان على تعزيز العلاقات التي تجمعه والعراق، وضرورة تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة"، وفقا لاسس التعاون التي كان ارساها خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عون للعراق في 20 شباط 2018.

 

ونوه الرئيس عون ب"الانجازات التي حققها الشعب العراقي بعد المعاناة التي مر بها خلال المواجهات مع الارهاب، لا سيما لجهة المحافظة على وحدته والنهوض من جديد".

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور الوزير السابق نقولا تويني، نائب رئيس الجمهورية رئيس الحكومة العراقية السابق الدكتور اياد علاوي، مع وفد ضم، الوزير العراقي السابق محمد علاوي والسيد صباح علاوي والانسة سارة علاوي.

 

وتم خلال اللقاء، عرض العلاقات اللبنانية - العراقية وسبل تطويرها، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، كما تناول البحث الاوضاع الاقليمية والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.

علاوي
بعد اللقاء، ادلى الرئيس علاوي بتصريح للاعلاميين، فقال: "تشرفنا اليوم بلقاء فخامة رئيس الجمهورية، وكانت مناسبة لاستعراض واقع المنطقة وما آلت اليه الاوضاع فيها بشكل عام. وقد تطرقنا بشكل دقيق ومفصل الى الجانب الاقتصادي وما فيه من ضرورة التكامل والتعاون بين العراق ولبنان، لجهة تطوير العلاقات الاقتصادية بينهما وفتح فرص العمل المشترك. وقد تمنيت على فخامته ان يقوم وفد من رجال الاعمال اللبنانيين المتميزين بزيارة العراق، بدءا من كردستان العراق ومن ثم الى بقية المناطق العراقية، للاطلاع على مجالات العمل والاستثمار فيها. وكان اللقاء ممتازا وايجابيا والاجواء طيبة، وان شاء الله سيتم التواصل حول الامور التي جرى الاتفاق حولها".

 

وحول تقييمه للاوضاع على مستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما بالنسبة الى مسألة النفط بين البلدين، قال علاوي: "نعتقد ان بناء علاقات اقتصادية متينة مع لبنان هي مسألة اساسية له كما للعراق، لا سيما بالنظر الى ما يمتلكه من قدرات بشرية وتقنية في ادارة الكثير من الامور. ومن هنا، لا بد من الافادة من هذه القدرات وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية في المجالات كافة، سواء على المستوى المصرفي والنفطي وغيرها. وقد سبق لي عندما كنت رئيسا للوزراء واتيت يومها الى لبنان، وكان الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيسا للحكومة فيه، ان وقعنا مذكرة تفاهم هامة جدا تنص على أن تكون مصفاة طرابلس بإدارة مشتركة لبنانية - عراقية، ويتم منها تصدير مشتقات النفط الى دول حوض البحر الابيض المتوسط، اضافة الى مسائل اخرى".

 

اضاف: "نحن نريد ان تعود هذه الايام، واعادة هذه العلاقات وتقويتها. والشعب العراقي يكن الكثير من الاحترام الى الشعب اللبناني الكريم، كما ان الشعب اللبناني يبادل العراقيين الاحترام عينه".

وعما اذا تم البحث في التعاون على المستوى الامني بين البلدين، لا سيما في مواجهة عدو مشترك هو الارهاب، قال: "لدينا اليوم وزير للداخلية ووزير للدفاع، ومن الطبيعي ان يتم تطوير هذا الجانب من التعاون".

وحول ما وصلت اليه الملفات التي طرحها الرئيس عون لدى زيارته للعراق، ومنها حقوق سابقة لبعض اللبنانيين، قال: "لدينا اليوم وزير للمالية منفتح وعقلاني وهو مع الحق. نحن لم ندخل في تفاصيل هذا الموضوع، لكن يجب ان يتم حسمه في ما يتعلق بالديون اللبنانية على العراق، وان يحصل كل ذي حق على حقه كاملا، ونحن سنسعى جاهدين لتحقيق هذا الامر".

وعما اذا كانت دعوته الى الاستثمار في العراق تقتضي حمايات قانونية معينة، قال: "لهذا السبب ذكرت كردستان العراق اولا، لأن فيه نظاما للاستثمار جيد جدا وفيه حماية له كما لنقل الارباح. ولهذا كان اقتراحي ان يزور الوفد الاقتصادي اللبناني الكريم اولا كردستان العراق، ويجتمع مع القيادة الجديدة التي تأسست فيه، سواء رئيس الاقليم او رئيس الوزراء وغيرهما. فنحن نريد ان يكون هناك دفء حقيقي في العلاقات وحركة حقيقية ومستمرة الى الامام بشكل متكامل".

 

وحول امكان وجود موانع سياسية تحول دون ذلك، قال علاوي: "نحن الآن جميعنا في المنطقة في ازمة كبيرة، ومن هنا فإن اللقاء والتفاهم بين المعتدلين باتا مسألة اساسية، ولبنان يعتبر دولة اعتدال. ففخامة رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب والحكومة، جميعهم يقودون المجتمع اللبناني ويمثلون الاعتدال السياسي. وفي العراق ايضا هناك اليوم نفوذ اكبر واقوى للاعتدال السياسي الذي يجب ان يلتقي مع بعضه البعض. وبصراحة المعركة هي بين الاعتدال والتطرف، سواء كان الاعتدال وطنيا ام قوميا ام دينيا، سوريا تكون لسوريا ولبنان يكون للبنان، العراق يكون للعراق وايران لايران. نحن ليس لدينا مشكلة في هذا الامر. من هنا حرصي على ان تعمل دول الاعتدال سوية لتطوير الاوضاع السياسية والاستقرار لكي يتمكن الاقتصاد من النمو في بلدان مستقرة".

لقاءات
الى ذلك، كان لرئيس الجمهورية لقاءات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وعلمية، وتابع الاتصالات الجارية لمعالجة تداعيات حادثة قبرشمون والمساعي الجارية لذلك.

رامبلينغ
دبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير بريطانيا كريس رامبلينغ، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات المحلية والاقليمية الراهنة والعلاقات اللبنانية - البريطانية وسبل تطويرها في المجالات كافة، والزيارات الرسمية المتبادلة بين المسؤولين في البلدين.

السيد
واستقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم النائب جميل السيد، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة، لا سيما ما يتصل منها بمسار مناقشة مشروع قانون الموازنة في لجنة المال والموازنة النيابية، وتداعيات حادثة قبرشمون والاتصالات الجارية لمعالجتها.

كما تطرق البحث الى الوضع الامني في منطقة البقاع وضرورة معالجته، لا سيما وان البلاد في عز الموسم السياحي.

غرفة التجارة الدولية
واستقبل رئيس الجمهورية، عضو المجلس التنفيذي لغرفة التجارية الدولية المنتخبة حديثا الدكتورة نايلة قمير عبيد، مع وفد من الغرفة في لبنان، ضم رئيسها وجيه البزري ونائب الرئيس الدكتور شادي كرم والامين العام يوسف كنعان.

واطلع الوفد الرئيس عون على التحضيرات التي رافقت انتخاب الدكتورة نايلة قمير عبيد، فأشار الى انه "في 21 ايار الماضي اجتمعت لجنة التعيينات والموارد البشرية في غرفة التجارة الدولية في فرنسا، وتبنت ترشيح غرفة التجارة الدولية في لبنان تسمية الدكتورة عبيد كمرشح لعضوية المجلس التنفيذي لغرفة التجارة الدولية "ICC EXECUTIVE BOARD"، وفي 29 منه وخلال الجلسة العامة للمجلس العالمي لغرفة التجارة الدولية "ICC WORLD COUNCIL" تم انتخاب الدكتورة عبيد عضوا في المجلس التنفيذي لولاية تمتد لثلاث سنوات اعتبارا من الاول من تموز 2019".

واشار الوفد الى ان الدكتورة عبيد، "تعتبر ثاني شخص لبناني يتبوأ مركزا قياديا في غرفة التجارة الدولية، بعد تولي الوزير السابق عدنان القصار نيابة رئاستها بين عامي 1997 و 1998 ثم رئاستها بين عامي 1999 و 2000".

عبيد
وقد ابلغت الدكتورة عبيد الرئيس عون وضع امكاناتها في موقعها الجديد "في سبيل خدمة لبنان وتعزيز دوره الاقتصادي والتجاري في العالم، من خلال غرفة التجارة الدولية التي تأسست في العام 1919، وتعتبر الصوت الذي يرتفع مدافعا عن قطاع الاعمال العالمي، باعتباره عامل قوة للنمو الاقتصادي وايجاد الوظائف والرخاء، وهي تضم حاليا 45 مليون شركة في العالم".

وقد هنأ الرئيس عون الدكتورة عبيد على انتخابها، معربا عن "اعتزاز لبنان بأمثالها"، ومتمنيا لها "التوفيق في مسؤولياتها الجديدة".

ويأتي انتخاب الدكتورة عبيد بعد مسيرة طويلة في علم القانون والتحكيم بشقيهما الاكاديمي والمهني. وقد تم انتخابها مطلع العام رئيسة لمعهد المحكمين القانونيين الدوليين لمدة سنة، لتكون بذلك اول امرأة لبنانية وعربية وشرق اوسطية تتبوأ هذا المنصب، والثالثة في العالم منذ تأسيس المعهد قبل مئة وعامين في لندن.

طعمة
واستقبل الرئيس عون رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمة، وعرض معه عمل المجلس والمؤسسات التابعة له والنشاطات العلمية التي يقوم بها في المجالات العلمية والبيئية كافة، في ضوء الانجازات التي حققها المجلس على هذا الصعيد.

وتطرق البحث الى اوضاع المحميات الطبيعية في لبنان واوضاع الطيور، في ضوء الاهتمامات البيئية التي يوليها رئيس الجمهورية.

وقدم الدكتور طعمة للرئيس عون مجموعة كتب من اعداده وقرينته الدكتورة هنريت طعمة، حول "الطيور والبيئة والازهار في لبنان".