صيف باسيل الحار جداً

رغم حجمه وصغر سنه  السياسي وقلّة تمثيله الشخصي وكره الناس له من طرابلس الى الناقورة  والنظر إليه كممثل لزعامة رئيس لا كزعيم لتيّار أو جهة أو طائقة كونه وليد مصاهرة منحته حضوراً  وأعطته دوراً لولاها لما كان في المشهد السياسي اللبناني وكان خارج مساحة الضوء وفي عتمة المجهول لا أحد يسمع به أو يراه لا عن بُعد و لا قُرب .

 

اكتسب السياسة من باب المصاهرة ودخل من شهرة العونية التي شكلت ظاهرتين مسيحيتين وعلى فترتين إحدهما أبّان حكومة القصر العسكرية والتي أحاطها المسيحيون بأجسادهم دفاعاً عن القصر بوجه النظام السوري والثانية لحظة مجيء الرئيس عون من فرنسا فاتحاً دولياً بالقرار "  1559 "وانتخابياً بحصد أصوات المسيحيين في ظل حصار سياسي مُطبق على العونية السياسية .

 

برز أكثر في الاتفاق التاريخي مع حزب الله واستخدم التفاهم معه سيفاً حادّاً على خصومه من المسيحيين الى غيرهم ونجح في فرض سطوة السيف على الجميع لهذا نال الوزير من الجميع ودخل باب الحُرُمات وما فيه من محاذير وممنوعات ولأوّل مرة يتم النيل من الرئيس نبيه بري ويتم وصفه من قبل باسيل بأوصاف كادت أن تحرق يباس السياسة اللبنانية عوضاً عن أخضرها لولا حكمة بري التي جنبت امتحان حركة أمل في مثل هذه الأحداث .

 

إقرأ أيضًا: " جنبلاط وحيداً يكتب وصيته الأخيرة "

 

طيلة سيطرة العونية السياسية على المشهد السياسسي في السلطة من خلال الحضور المكثف في الحكومات المتعاقبة وفي المجالس النيابية ومن خلال تمسّك حزب الله بالتيّار الحرّ لحاجة داخلية  تأخذ من الحريرية السياسية لصالح العونية السياسية لإحداث تغيّرات في الميزان الطائفي . 

 

كان وزير التيّار يحصر هذا التقدم السريع للعونية السياسية في الحياة السياسية بشخصه وهذا ما اتضح أكثر في الآنتخابات النيابية الأخيرة وفي التوزير الحكومي حيث كانت اشتراطاته للنيابة والتوزير مقيدة للنواب ووزراء التيّار بحيث وضعوا استقالاتهم في سلّة باسيل الشخصة وهذا ما لم يستخدمه أحد من السياسيين لما فيه من عيوب بائنة .

 

بعد خضوع الرئيس الحريري لجملة امتحانات عسيرة ومنها الامتحان السعودي بات أسير سياسة مقيدة له بحيث أوهنته وأضعفته وبات وزيراُ أكثر مما هو رئيساً فعلياً للحكومة وهذا ما جعل من الوزير باسيل وزيراً برتبة رئيس حكومة كما يقول أكثر من صديق للرئيس الحريري وهذا ما منح الوزير باسيل لقب رئيس تيّار فوق العادة لهذا تراه حاضراً في كل الجنائز اللبنانية ينعي ويشيع و يدفن في مدافن الوطن ويتحرك وحيداً دون أن يكون له شريك يشاركة حركة السياسة اللبنانية ويوعد الآخرين ويتوعّد أخرين كأن صندوق الفرجة معه فيعطي منه من يشاء من الطامحين و الطامعين من أبناء السبيل السياسي .

 

من الجبل الى الشمال فالجنوب الذي ينتظره على موعد بين مؤيد ورافض تصحو ذكريات مرّة كما صحت وأذكاها في الجبل والتي أودت الى نفض غبار الحروب الطائفية لتُذر في عيون المصالحات التاريخية التي عفت عن الماضي البئيس وأسّست لعلاقات جديدة أكثر تمسكاً بالوحدة الداخلية وبالسلم الأهلي الذي يراه البعض مريضاً ويجب معالجته بأبر طائفية منشطة له .