ونُقل عن السفير داروش في مذكّرات سرية أُرسلت إلى بريطانيا واطّلعت عليها الصحيفة، قوله إنّ رئاسة ترامب قد “تتحطّم وتحترق” و”تنتهي بوصمة عار”.
وجاء في إحدى المذكّرات المنسوبة إلى داروش “لا نعتقد حقا أنّ هذه الإدارة ستصبح طبيعية أكثر، وأقلّ اختلالا، وأقلّ مزاجية، وأقل تشظيا، وأقل طيشا من الناحية الدبلوماسية”.
ورغم أهمية التوصيف الذي قدمه السفير داروش لحال الإدارة الأميركية الداخلي، إلا أن المهم في الأمر طبيعة المراسلات الدبلوماسية الداخلية وقسوتها وصراحتها الملفتة للنظر. فغير المعروف هو كيف يتحادث الدبلوماسيون البريطانيون مع الوزارة في لندن وكيف يصفون الأمور بعيدا عن اللغة الدبلوماسية واللباقة.
ولم تشكك وزارة الخارجية البريطانية في صحة هذه المذكرات الدبلوماسية.
وقالت متحدثة باسم الخارجية “للبريطانيين الحق في توقع تقييمات صادقة من دبلوماسيينا إلى وزرائنا حول سياسات الدول التي يعملون فيها”، مضيفة “وجهات نظرهم لا تمثل بالضرورة وجهة نظر وزرائنا وحكومتنا”.
ولكنها عقبت بالقول “نحن ندفع لدبلوماسيينا رواتبهم لكي يكونوا صريحين معنا”.
وأضافت المتحدثة “لفريقنا في واشنطن علاقات قوية مع البيت الأبيض لن تتأثر دون شك بهذه السلوكيات التي لا قيمة لها”، في إشارة إلى الآثار المحتملة لهذه التسريبات.
وقالت الصحيفة إنّ التعليقات الأكثر حدّة التي أطلقها داروش هي تلك التي وصف فيها ترامب بأنّه “غير مستقر” و”غير كُفْء”.
وفي مذكرة أخرى حول زيارة الدولة المثيرة للجدل التي قام بها ترامب إلى المملكة المتحدة الشهر الماضي، قال الدبلوماسي البريطاني إنه فيما “انبهر” ترامب وفريقه من هذه الزيارة، لكنهما أكدا أن صورة بريطانيا الجميلة لن تدوم طويلا لأن “أميركا تبقى الأولى” بالنسبة لهما.
وأشار السفير أيضا إلى معلومات “حول الفوضى والمنافسة الشرسة” في البيت الأبيض. ورأى أن “الأخبار الزائفة” التي يتحدث عنها ترامب مرارا هي “بغالبيتها صحيحة”.
وداروش هو أحد الدبلوماسيين الأكثر خبرة في واشنطن التي وصل إليها في يناير 2016 قبل فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
وأكدت الصحيفة أن المذكرات التي سربها على الأرجح مسؤول بريطاني، تغطي فترة تبدأ من عام 2017.
وفي إحدى رسائله الأخيرة في 22 يونيو، انتقد داروش سياسة الرئيس الأميركي حول إيران التي تزيد من خشية وقوع نزاع مسلح. ورأى أن مواقف ترامب حول إيران “غير مترابطة” و”فوضوية”.
واعتبر أن تراجع ترامب في اللحظة الأخيرة عن ضربات ضد طهران ردا على إسقاط طائرة مسيرة أميركية بحجة أنها قد تسبب مقتل 150 إيرانيا، “ليس بالأمر المقنع″.
ورأى أن السبب الحقيقي “هو عدم قناعة ترامب تماما بذلك الحل”، موضحا أن ترامب قلق من تأثير هذه الخطوة “التي فيها تراجع عن وعود حملته في عام 2016 على انتخابات عام 2020″.