وبدا كلام باسيل محسوبا بدقة، وفيه نوع من التراجع التكتيكي لإرضاء سكان طرابلس الذين استقبلوه بالاحتجاج فيما كان عدد أنصاره محدودا. وحرص وزير الخارجية اللبناني على امتصاص التأويلات السلبية لتصريحات سابقة له سواء ما تعلق بالمدينة أو بهجومه على قياداتها السياسية مثل اتهام “السنية السياسية بأنها جاءت على جثة المارونية السياسية” في إشارة إلى اتفاق الطائف الذي وقع في العام 1989 لينهي عقودا من حرب أهلية دامية.
وأعلن باسيل، السبت، أن “الإرهاب لا دين أو طائفة له، ولا يسمى على أي دين أو منطقة لبنانية، وطرابلس ظهرت على أنها نابذة ورافضة للإرهاب لأن هذا تاريخها وحاضرها ومستقبلها، ونحن لا نقبل بفرض أمر واقع مناطقي علينا تحت مسمى الخصوصية”.
كما حرص على إظهار أنه يدعم رئيس الحكومة سعد الحريري وأنه لا يعيق عمله، حين قال “من يتهمنا بالمس بصلاحيات رئيس الحكومة هو أول من مس بهذه الصلاحيات، وليس جبران باسيل من يقبل بذلك بل يريده قويا ونقف إلى جانبه”.
وأضاف “نحن بكل فخر نقول إننا موجودون في كل لبنان وسنتواصل مع الجميع في كل لبنان، وسنواجه التشويش بالتلاقي والعمل”، مضيفاً “لسنا نحن من اغتال رئيس حكومة لبنان في طرابلس، ونحن لم نشارك بالحرب الأهلية كما أننا لسنا طائفيين”.
وأكد” أننا لا نقبل إلا بمنطقة اقتصادية في طرابلس ولها أولوية، لأننا من قال إننا نريد المدينة منصة لإعادة إعمار سوريا”.
وترافقت زيارة باسيل إلى طرابلس مع إجراءات أمنية مشددة، وتنفيذ عدد من الأشخاص اعتصاما على بعد أمتار من معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، الموقع الذي جمع الوزير باسيل بمناصري التيار الوطني الحر، حيث أعرب المعتصمون عن رفضهم لهذه الزيارة.
واستبق الرئيس اللبناني، ميشال عون، زيارة صهره إلى طرابلس بالتأكيد على أن ما حدث في منطقة “عاليه” (جنوب شرق العاصمة بيروت) “ليس عارضا ويجب ألا يتكرر”. وشدد على أن “حرية التنقل في المناطق يجب أن تبقى مصانة”.
والأحد الماضي، قتل اثنان من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، المنتمي إلى الحزب الديمقراطي، في اشتباك مع أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يقوده وليد جنبلاط، وكلاهما يمثلان الطائفة الدرزية بالبلاد. وحصل الاشتباك على خلفية جولة وزير الخارجية جبران باسيل في المنطقة، التي تعتبر مكان نفوذ لجنبلاط.