أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى أننا "ما زلنا نعيش اليوم وللاسف التوتر السياسي بسبب حادثة قبرشمون، وقد عطلت اجتماع مجلس الوزراء فيما الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية تتفاقم والديون تتراكم والعجز يكبر وفقر الشعب يتعمق والمدارس تعاني والمتاجر تقفل وكان البلاد سفينة ضائعة في وسط البحر تتلاطمها الامواج والرياح من كل جانب ومتروكة للقدر".
وفي عظته في قداس الأحد الأول في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، أكد أن "مصالحة الجبل هي الكنز الذي نتمسك به وهي فوق كل اعتبار، ذلك أن سلامة الوطن هي من سلامة الجبل ونعمل وندعو الى العمل معا في سبيل توطيد أركان المصالحة سياسيا وواقعيا وخلق فرص عمل للجميع لكي يعود العيش معا الى سابق عهده وثانيا اعتماد خطاب سياسي يجمع ولا يفرق، يسير الى الامام ولا يعود الى الوراء، يبني ولا يهدم، يتعاون ولا يقصي، يأتي بمشاريع اقتصادية وإنمائية ولا يردد كلمات وشعارات من دون مضمون سوى التأجيج".
وشدد على أن "الشعب سئم مناكفات السياسيين على حسابه وعلى حساب تعطيل عمل المؤسسات وعلى حساب قيام دولة العدالة والقانون والرقي"، قائلاً: "كفى هذا الهدم المتواصل للدولة ومؤسساتها وهذا القهر للشعب المحب والمسالم وإقحامه على هدم ما تبقى عنده من ثقة بالمسؤولين السياسيين".
بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح اسحق والمشاركين في القداس، والقى مختار الديمان كلمة باسم اهالي البلدة، رحب فيها بالراعي في الديمان، متمنيا له "صيفا مثمرا"، مؤكدا ان "بين الديمان والكرسي البطريركي عهد ووعد دائمين"، واستذكر المثلث الرحمة الكاردينال مار نصرالله صفير "الذي لا يزال صوته ومواقفه وحكايته مع الديمان واهلها راسخا ومتجذرا في النفوس والاذهان".
وشكر للراعي "مساهمته الحثيثة التي ترجمت صرحا كنسيا يستقبل ضيوف الديمان واهلها"، منوها بمتابعته "استكمال مشروع تمليك المنازل والاراضي وسعيه الدائم لتذليل كل العقبات التي تعترض طريقه"، شاكرا له "جهوده الدؤوبة للوصول الى تحقيقه".
ورد البطريرك بكلمة اكد فيها "مواصلة العمل من اجل تأمين ما يحتاجه اهالي البلدة ليبقوا متجذرين في ارضهم"، وكرر شكره لابناء البلدة المغتربين "الذين لا يوفرون أي فرصة تسهم في خدمة بلدتهم وانمائها".
بدوره، أشار اسحق بعد لقاء الراعي إلى أنه "رحبت بالراعي في جبة بشري باسم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وباسم النائبة ستريدا جعجع وباسمي، وخصوصا اننا نعتبر وجوده في المنطقة نعمة، ونحن نقف بجانبه دائما في مواقفه الحكيمة التي يتخذها، وهذا ليس بغريب عنا فنحن دائما بجانب البطريركية المارونية ونؤيد ايضا ما ورد في عظته خلال القداس لجهة الابتعاد عن المواقف الاستفزازية ونعمل من اجل الالتقاء واطلاق المواقف الجامعة وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان اقتصاديا وماليا".