يحكى ان الزعيم الوطني كمال جنبلاط , كان قد حمل المشروع الساسي للحركة الوطنية معه الى القاهرة عشيّة اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية مع بدايات الحرب اللبنانية , وفي السهرة التي جمعته مع عدد من هولاء الوزراء اقترب منه احدهم سائلا اياه عن سبب قدومه والغاية من تحمل مشقة السفرلما في لبنان من اجواء ساخنة, فأخذ جنبلاط يُسهب بشرح مشروعه الاصلاحي الذي سيسهم حتما بتكريس ديموقراطية حقيقية في لبنان , وما ان انتهى من شرحه التفصيلي حتى رمقه هذا الاخير بنظرة فيها الكثير من التعجب والكثير الكثير من الاستهجان اختُصرت جميعها بسؤاله ,, وهل انت حقا مقتنع بان هؤلاء الملوك والامراء والزعماء هم بوارد مجرد التفكير بدعم مشروع ديموقراطي ؟؟؟ مما حدا ( على ذمة الراوي ) بجنبلاط الى مغادرة القاهرة بنفس الليلة عائدا الى ساحة نضاله .. ولان واقع حال تلك الانظمة هو هو, مما يعني بالضرورة ان عدوها اللدود هو قيام اي مشروع يتناقض مع انظمتهم وان خوفها المستحكم هو تمدد ولو شيء من خضرة الربيع الى صحراء عروشهم ومن هنا يمكن ان نفهم ادعائهم بمساندة الثورات العربية ودعمهم الشعوب المنتفضة المطالبة بحريتها ليتبين بالملموس ان الغاية الوحيدة هي اما تشويه صورة البرعم الربيعي من خلال تغطيته بالكثير من الاشواك المتجسدة بكل انواع اللّحى ,, واما من خلال طمر هذا البرعم بالكثير من الانقاض والجثث والدم ,, لتكون الصورة التي تقدم لشعوبهم هي التالي ... ان البديل عن صحرائنا ايتها الشعوب العطشى هي اما المزيد من الاشواك , واما الكثير من الدماء . هكذا فقط يمكننا ان نفهم وقوفهم الى جانب الثورة السورية , والا فكيف يمكنهم الجمع بين الصحراء ... والربيع ؟؟