وأكّد نتنياهو أن الاجتماع كان جيدا للغاية، وركز بالأساس على الوجود الإيراني في سوريا، لافتا إلى أنه سيتم استكمال البحث في مضمونه خلال اللقاء الذي دار إثر ذلك بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية.
ويرجّح على نطاق واسع أن يكون تم التوصل خلال المحادثات الروسية الأميركية لاتفاق بشأن سبل تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، رغم التصريحات الروسية التي تؤكد على رفضها لمنطق الصفقات وحرصها على المحافظة على مصالح كل الأطراف بمن فيها إيران.
وتقاتل روسيا مع إيران دعما للرئيس بشار الأسد، ولكن هذا التعاون بينهما أصبح عبئا ثقيلا لجهة إدراك موسكو أنه لا مجال لإنهاء الصراع دون التوصل إلى تفاهمات مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي.
وصرّحت روسيا في بداية العام الحالي أنها بصدد تشكيل مجموعة عمل دولية من ضمنها إسرائيل للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية.
وتعتبر إسرائيل أن الوجود الإيراني في سوريا يشكّل تهديدا خطيرا لأمنها القومي، حيث أنه من شأنه أن يمنح طهران جبهة جديدة متقدمة ضدها. وشنّت إسرائيل منذ العام 2013 المئات من الغارات الجوية على مواقع عسكرية محسوبة على إيران في الداخل السوري، وأيضا على قوافل أسلحة يشتبه بأنها إيرانية متجهة إلى حزب الله.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في كانون الاول الماضي عن قرار مفاجئ بسحب القوات الأميركية وقوامها أكثر من ألفي عنصر من سوريا، بيد أنه جوبه بمعارضة شديدة من الداخل والخارج، خاصة وأن الأسباب الموجبة لهكذا انسحاب لم تنتف بعد ومنها الوجود الإيراني.
ودخلت الإدارة الأميركية في مفاوضات مع حلفائها الغربيين المتحفظين على الانسحاب. وحملت تصريحات صدرت مؤخرا عن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري بوادر انفراجة في تلك المحادثات، حيث أعلن بعد جولة أوروبية عن اتفاق مع دول حليفة مشاركة في التحالف الدولي لإرسال المزيد من قواتها إلى شمال شرق سوريا.
وأشار جيفري إلى أن ذلك سيجري خلال أسابيع قليلة، تاركا الكشف عن أسماء الدول للحكومات المعنية.
وأكد المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة ستحتفظ بجزء من وجودها في هذا البلد، وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق أن واشنطن ستبقي نحو 1000 عنصر من قوات المارينز، أي قرابة نصف قواتها.
يُذكر أنّ كل من فرنسا وبريطانيا الشريكتين الأوروبيتين الرئيسيتين في التحالف الدولي قد شددتا على أنهما ليستا بوارد ملء الفراغ الأميركي في سوريا، وأنهما قد تقبلان تقاسم الأعباء ولكن ليس تحملها بمفردهما.