وأشار جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، أحد مكونات التحالف، إلى وجود حالة عدم رضا عن أسلوب إدارة قوى الحرية والتغيير، في ظل غياب الهيئة التنظيمية المتفق عليها أو جسم مرجعي يرسم السياسات ويتخذ القرارات الأساسية.
ورأى متابعون أن اتساع الهوة بين الجانبين دفع تحالف الحرية والتغيير إلى القبول بالمحادثات المباشرة بعد ظهور انقسام حاد داخل صفوفه، وعقب تحرك المجلس العسكري لإجراء حوارات منفصلة مع حركات مسلحة وقوى حزبية متباينة، بما يقلص في النهاية نفوذ التحالف ودخول أطراف بعينها في التفاوض بعيدا عنه بما يؤدي إلى تهميشه.
ولفت هؤلاء إلى أن الرؤية داخل التحالف أيضا مرتبكة، الأمر الذي تعززه التناقضات في مواقفه من رفض الحوار إلى القبول به ثم وضع شروط له في اللحظات الأخيرة.
وقال سليمان سري، المتحدث باسم التحالف العربي من أجل السودان، إنه “تم الاتفاق على الجزء الأكبر من القضايا العالقة في اللقاءات السابقة التي جرت برعاية أديس أبابا، ويخشى التحالف من تنصل المجلس العسكري مما تم التوافق عليه، في وقت تتزايد الخلافات في أوساطه، وكان مضطرا للعودة إلى التفاوض مع وضع شروط قاسية تؤكد أن جلوسه حول الطاولة لا يعني الرضوخ للمجلس العسكري.
ولفت سري في تصريح لـ”العرب” إلى أن التوصل إلى أي اتفاق بعيدا عما تم التفاهم حوله يؤدي إلى تأزم موقف الحرية والتغيير، وقد يصل الأمر إلى وجود انشقاقات رأسية وأفقية في صفوفه.
ويبدي المجلس العسكري الانتقالي استعدادا ظاهرا لتسليم السلطة إلى المدنيين، لكن المعارضة قلقة من احتمال التفاف الجيش على مطالبها والاحتفاظ بالسلطة.
ويشير البعض من المراقبين إلى صعوبة الخروج بنتائج محددة من المفاوضات المباشرة، فلا تزال الهوة بعيدة وبحاجة إلى إرادة وعزيمة أولا، ومع استمرار التوجس الذي يخيم على كل طرف تجاه الآخر سيتعثر الحوار لأن الجانبين لا يريدان تحمل مسؤولية الفشل السياسي.
وما يزيد اللغط أن بعض الأحزاب السودانية تتداول مقترحا بإقامة مؤتمر جامع في الخرطوم لتجاوز الأزمة الراهنة، بمشاركة المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ورؤساء أحزاب سياسية وحركات مُسلّحة وممثلين من أصحاب المبادرات الوطنية وأعضاء من ساحة الاعتصام والمحتجين، للخروج بوثيقة مُلزمة لجميع الأطراف.
وكشف صديق يوسف القيادي البارز بقوى الحرية والتغيير في حوار مطول مع “العرب”، أن الرهان على الشارع لا يزال السلاح القوي الذي تستخدمه المعارضة، ما يتطلب المزيد من الجهود على أرض الواقع لمخاطبة الفئات المختلفة وإقناعها بأهمية استمرار الحالة الثورية، التي تضمن تأييد المجتمع الدولي، الذي يحدّد موقعه من الطرفين على أساس مدى الفعالية في المعادلة السياسية.