إذا عانى الشخص من قصر قامة ملحوظ، فقد ينعكس ذلك سلبًا على علاقته بالآخرين، وشخصيته، وربما يؤثر في ثقته بنفسه، فمتى يبدأ الانتباه إلى قصر قامة الطفل، وما الأسباب التي تؤدي إليه، وهل يمكن تحسين الطول؟
 
«يمثل النمو منظومة متكاملة، فهناك النمو العقلي، ويدل علية إتقان المهارات وامتلاك القدرات، والذي يقيمه معدل الذكاء (IQ)، والنمو الجنسي ويشير إليه ظهور علامات البلوغ المعروفة عند الولد والبنت»، هكذا بدأت الدكتورة هالة حديثها، التي ربطت أيضًا النمو الجسمي بقياس الطول والوزن، ونبهت إلى ضرورة أن تبدأ الملاحظة لنمو وتطور الطفل منذ الأيام الأولى في حياته.
 
أما الطول فالانتباه له يبدأ من الـ 12سنة فما فوق، فخلال فترة المراهقة يمكن التغلب على مشكلة قصر القامة بعدة وسائل، إلا إنه مع بلوغ الـ 22 سنة يكتمل في هذا العمر نمو العظام وتغلق الغضاريف، ويصبح من الصعب تحسين الطول بهرمون النمو، إنما من الممكن تطويل العظام بعمليات جراحية.
 
أسباب قصر القامة
1- يتأثر الطول بوزن الطفل عند الولادة، فالأطفال الذين يولدون أقل من المعدلات الطبيعية بسبب عدم اكتمال مدة الحمل (الخداج)، أو بسبب سوء تغذية الأم أو بسبب تعدد الأجنة (التوائم) قد لا يستطيعون اللحاق بالنمو الطبيعي ما لم تقدم إليهم الرعاية الكافية.
2- المورثات التي تنتقل من الوالدين، فإن كان أحدهما أو كلاهما قصير القامة فقد يحمل الطفل هذه الصفة.
3- أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أن المراهقين الذين يعانون من السمنة يفرز لديهم هرمون النمو أقل من المعدلات الطبيعية.
4- إن هرمون النمو يفرز على شكل نبضات، ويبلغ أعلى معدل له بعد ساعة من النوم العميق، لذلك يتأثر طول الأطفال الذين يعانون من نوم مضطرب أو من يسهرون لساعات متأخرة من الليل.
5 - إصابة الطفل بمرض مزمن، سواء كان مرضًا قلبيًّا أو رئويًّا أو معويًّا أو كلويًّا أو دمويًّا وغيرها، قد تؤدي إلى قصر قامته.
6- الحرمان العاطفي خصوصًا افتقاد الأم قد يؤثر سلبًا على طول الطفل.
7- قصور الغدة النخامية أو الدرقية وقصور إفراز هرمون النمو GOROWTH HORMONE وهذا يتطلب فحصًا دقيقًا وتحاليل خاصة.
8- الأمراض العظمية مثل قصور بناء الغضاريف الخلقي والضمور في النخاع الشوكي.
 
 
تقييم الحالة
حتى يمكن تشخيص حالة قصر القامة، لابد من قياس الطول بالنسبة للعمر، فهناك تحاليل وصور أشعة تجري، للعمر العظمي، ويظهر من خلال فحص الرسغ الأيسر وعمل قياس (SPEN)، الذي يحدد تناسب طول الذراعين مع عرض الجسم، وقياس تناسب الجزء العلوي من الجسم مع الجزء السفلي، وإجراء تحاليل لأداء الغدة النخامية والغدة الدرقية، وتحاليل لقياس مدى استجابة هرمون النمو للعوامل المحفزة، وتحاليل أخرى حسب رأي الطبيب المعالج لاتخاذ الحل المناسب.
 
الطول المحتمل
يمكن الاستدلال على الطول المحتمل، الذي يصل إليه المراهق في المستقبل، وذلك في حالة وجود قصر قامة وراثي في العائلة.. بالمعادلة التالية:
طول الولد = (طول الأم + 13 + طول الأب) ÷ 2.
طول البنت = (طول الأب – 13 + طول الأم) ÷2.
 
هرمون النمو
صدرت دراسة حديثة تظهر أن إعطاء هرمون النمو للأطفال قصيري القامة يزيد من معدل أطوالهم، وذلك إن أعطي خلال فترة البلوغ، وأفضل من يستفيدون منه هم بطيئو النمو، ومن لديهم تأخر في اكتمال العظام.
وهنا توضح الدكتورة هالة كحلة: «إن إعطاء هرمون النمو غير مسموح لجميع حالات قصر القامة، ويؤخذ بجرعات محددة من 02،0 إلى 05، 0 ملجم / كجم، ستة أيام في الأسبوع تحت الجلد، وهذه الجرعات قد تزيد من الطول بنسبة 10 سم في السنة لبعض الحالات التي تعاني من نقص في إفراز هرمون الغدة النخامية، ومن أمراض الفشل الكلوي المزمن وبعض حالات اختلال الجينات.
كما توجد حالات تتمتع بإفراز طبيعي لهرمون النمو، إنما تعاني من خلل في مستقبلات هذا الهرمون، وعلاجها يكون بإعطاء عوامل نمو وسيطة، كما أن زيادة هرمون النمو عن المعدلات المسموح بها قد يسبب تشويهًا بالعظام وبروز عظام الفك السفلي أو الإصابة بالسكري".
 
نصائح لتحفيز النمو طبيعيًا:
1- اهتمي بغذاء طفلك الصحي المتوازن الذي يحتوي على العناصر الضرورية لإتمام عملية بناء الجسم على الوجه الأكمل.
2- كافحي سمنته حتى يصبح مراهقًا.
3- راعي أن يأخذ قسطًا وافيًا من النوم الليلي، حتى لا يثبط إفراز هرمون النمو.
4- ادفعيه لممارسة الرياضة بشكل منتظم منذ الصغر، فهذا يحسن الطول، على ألا يقل التمرين اليومي -الذي يصل لحد الإجهاد البدني- عن نصف ساعة.
5- تجنبي العلاجات التي تحتوي على الكورتيزون، لأنها تحد من إفراز هرمون النمو.