عقد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب للحديث عن الإهمال والتأخر في معالجة اوتوستراد الجنوب مدخل بلدة برج رحال.
وقال: "البلاد الآن في حالة من الحزن، ولذلك نتوجه بالتعازي الحارة إلى أولياء الشهداء الذين قضوا في الأيام الماضية، ولكن مع الأسف نحن مضطرون إلى أن نفتح موضوعا نعتقد أن صبرنا وصبر المواطنين عليه قد طال إلى حد بعيد.
فهل يصدق أحد من اللبنانيين اليوم أن الطريق الدولية في الجنوب التي تعرضت لانخساف في منطقة برج رحال منذ بداية العام جراء العاصفة المعروفة، ما زالت مقطوعة حتى الآن؟ هل هناك مكان في العالم يستطيع أن يتحمل مواطنه إغلاق طريق دولية تسلكها القوات الدولية مدة 6 أشهر؟
لقد تابعنا منذ البداية وشددنا على ضرورة أن تنجز هذه الطريق في أسرع وقت، وانتظرنا وما زلنا ننتظر، ومنذ فترة وجيزة دعونا الجميع الى إنجاز واجباتهم وتحقيق مسؤولياتهم، ولكن حتى الآن وبعد 6 أشهر ما زالت الطريق مغلقة.
إننا في هذا المؤتمر نعمل على إيصال صوت جميع المواطنين اللبنانيين وليس فقط صوت القاطنين في الجنوب، لأنه في وقت مبكر، بدأ الزوار، سواء أجانب أو من جميع المناطق اللبنانية، بزيارة مناطق الجنوب، ونستطيع القول إن اللبنانيين والمقيمين في لبنان جميعا يتعرضون للمعاناة من جراء إقفال الطريق، مع العلم أنه أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، لم تغلق الطريق حتى هذه الفترة، ولكن جراء عاصفة مناخية، إنهارت الطريق ولم ترمم إلى الآن".
أضاف: "من حق الجميع أن يسأل كيف جرى تنفيذ تعهد هذه الطريق التي لم تستمر 4 سنوات حتى بدأت الصدوع تظهر فها، ولماذا لم تعالج قبل الانهيار؟ وعندما حصل الانهيار، لماذا لم تجر المعالجة حتى الآن؟ لذلك، وباسم جميع اللبنانيين، نعلن عن إدانتنا الشديدة لهذا التأخير الذي لا يبرر في إنجاز إصلاح طريق الجنوب، التي هي طريق المقاومة واللبنانيين جميعا، وهذه الإدانة موجهة إلى السلطة الإجرائية بجميع مؤسساتها وأجهزتها وإداراتها ووزاراتها المعنية، والتي هي المسؤولة عن القيام بأعمال الإصلاح.
إن عتب أهلنا في الجنوب والمواطنين اللبنانيين أكبر من أن يحصى، ونحن كنواب للجنوب نتلقى ضغوطا من المواطنين منذ أشهر، وقد زادت في الفترة الأخيرة،، وبدورنا نسعى لإتمام مناقصة والبدء بعملية الإصلاح، ولكن حتى الآن لم تنته مناقصة إكمال الطريق.
إننا نحيي صبر الجنوبيين والمواطنين الذين يتوجهون إلى الجنوب ويتحملون هذه المشقة منذ فترة 6 أشهر، ولو أن هناك أي مواطن لبناني قد سمع أن هناك طريقا مقطوعة منذ 6 أشهر حتى الآن، لكان رتب الاستنتاج وحده، وعليه فإن المطلوب الآن هو إنجاز هذه الأعمال فورا، ومخاطبتي لجميع الأجهزة والإدارات والوزارات والمؤسسات والهيئات والمجالس المعنية بإنجاز تصليح هذا الطريق فورا، لأن الأمر ما عاد يحتمل، وأي تأخير سوف نذهب إلى خطوات تصعيدية، ولكننا الآن لا زلنا نتحدث بكلام واضح، مفاده العمل فورا لإصلاح الطريق".
وختم: "ننتظر إنجاز هذا الطريق، لكننا في الوقت نفسه لن نعفي أحدا من المقصرين، ولا أحدا من الفاسدين، وسنحاسب الجميع، ونحن ملمون بكل المعطيات، من الشركات والمؤسسات والمجالس والهيئات، وهذا سنحاسب عليه، ويأتي وقته، ولكن المطلوب الآن أن ينجز الطريق فورا.
كنت قد اتفقت في السابق في لجنة الإدارة والعدل في شهر شباط الماضي على تشكيل لجنة خاصة لملاحقة المقصرين، والآن ستضع لجنة الإدراة والعدل يدها على ملف هذه الطريق فور أن تزاول أعمالها بعد أن تنتهي لجنة المال والموازنة، فضلا عن محاسبة الفساد والتقصير الذي حصل فيها. عندما حصل هذا الخسف، طلبنا من رئيس التفتيش المركزي أن يتحرى عن هذا الموضوع، ومن خلال تحرينا، تبين أن هذا الطريق الذي سلمه المتعهد عبر مجلس الانماء والإعمار لوزارة الأشغال، قد بدأت تظهر فيه الصدوع بعد 3 سنوات من إنشائه، وقامت وزارة الأشغال بتغطية هذه الصدوع، ولكن عندما أتت العاصفة، حصل الانخساف، فكان السؤال من الذي سيعالج، هل مجلس الانماء والإعمار، ومن الذي تكلف بهذا الموضوع، مع العلم أن رئيس بلدية برج رحال شاهد على أنه عندما أتت الشركة لكي تعمل، نبههم أن التربة تختزن المياه، والطريق التي يعملون بها ليست صالحة، وستؤدي سريعا إلى الانهيار، وهذا من جملة الأسئلة التي سنحاسب عليها في المرة المقبلة.
إننا لن ندخل في تحديد المسؤول عن هذا الأمر، لأن هناك تقاذفا للمسؤوليات، فكل واحد يضع الحق على الآخر، ونحن لسنا معنيين بتقاذف المسؤوليات، فأمامنا كسلطة تشريعية ورقابة مسؤول واحد هو السلطة الإجرائية الممثلة بمجلس الوزراء، فهو المسؤول عن إنجاز هذه الأعمال، ولا نريد أن يقال لنا إن هذا الموضوع عند هذه الجهة وذهب إلى هذه الجهة، وعليه، فإن المواطن ليس مسؤولا عن تقاذف المسؤوليات، وإنما مسؤول عن الإنجاز، ونحن كسلطة رقابية مسؤولون عن المحاسبة والفساد والتقصير الذي حصل".