إهتزّ جبل لبنان، بل لبنان كله، أمس الأحد بحادثة أمنية خطيرة سقط فيها قتيلان وجريحان، وأعادت إلى الأذهان صور الحرب المشؤومة التي كان شهدها الجبل وسقط فيها عشرات الآلاف من القتلى وخلّفت دمارًا هائلًا ما زال العمل جاريًا حتى الآن لمحو آثاره.
وعلى خلفية هذه الحادثة، أُعلنت حال الإستنفار على أعلى المستويات وأجرى رئيس الجمهورية ميشال عون سلسلة من الإتصالات مع كل من رئيس الحكومة سعد الحريري، وزير الدفاع الياس بو صعب، وزيرة الداخلية ريا الحسن إضافةً إلى قائد الجيش جوزيف عون، كما تلقى اتصالات مماثلة من قيادات روحية حزبية وسياسية، وطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط الوضع.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر مطلعة نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" أنّه "ونتيجة ما تلمّسه رئيس الجمهورية من مخاطر تهدّد أمن الدولة، دعا مساء أمس الأحد المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع طارئ عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الإثنين في بعبدا، للبحث في ما ستكون قد آلت اليه الإتصالات والتحقيقات التي بوشرت على مختلف المستويات الأمنية والقضائية والسياسية والحزبية، وعلى وقع سلسلة التدابير الإستثنائية التي نفذتها وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي في منطقة الشحار وبقية المناطق التي انعكست عليها أحداث كفرمتى وبعض قرى عاليه والشحار الغربي، وصولًا إلى خلدة، حيث قطع أهالي قتلى كفرمتى الطريق الساحلية أمام اللبنانيين في الاتجاهين لساعات عدة، فيما شهدت محلة عين المريسة في بيروت تحرّكات شعبية لمناصري الحزب الإشتراكي".
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن "جولة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على منطقة عاليه أمس لم تكن هادئة، إذ إستُقبلت بإشعال الإطارات وقطع الطرق احتجاجًا، وأدّت إلى مقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وإصابة ثالث منهم، فيما أصيب رابع ينتمي إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، وذلك لدى مرور موكب الغريب بين بلدتي قبرشمون والبساتين، أثناء الإحتجاجات على زيارة باسيل، ودخلت قوة كبيرة من الجيش إلى بلدة كفرمتّى محاولة فتح الطرق وحصلت احتكاكات بينها وبين المحتجين وأوقفت عددًا منهم".