كل العرب لا أكثرهم مع صفقة القرن ومع التسوية النهائية للقضية الفلسطينية وكلهم مع أميركا في حلولها لمشاكلهم التي لا تنتهي فمن اجتمع وحضر في البحرين مؤيداً للصفقة الأميركية ليس وحده، هناك آخرون ينتظرون مواقعهم في صدارة الحضور في بحرين أخرى ريثما تنضج ظروف ملاقاتهم لعرب التسوية السلمية مع العدو ودون شروط مسبقة المهم أن تنضج تسويات المنطقة ويأخذ كل ذي حق حقه من الحروب ومن إعادة تركيب شرق أوسط وفق توازنات إقليمية جديدة برغبة ودعم من الولايات المتحدة الأميركية .
فلسطين موجودة في ذاكرة البعض أو في شعارات البعض بغية الزكزكة السياسية أو التمايز المرحلي ما بين محور ومحور طالما أن الحروب على غيرالعدو الاسرائيلي تصرف عليها أموال قارون في حين أن حروب العدو تُبذل لها قشور الملوك والأمراء والقادة العسكريين والسياسيين والدينيين كما أن حروب الفلسطينيين تجد لها أكثر من ممول ومتبرع وواهب قربة الى الله من زواريب بيروت وأكواخ المخيمات الى شوارع حماس وفتح في الضفة والقطاع وفي بطولات لم تشهدها معركة الكرامة في الأردن ولا أجتياح اسرائيل للبنان عام 1982 لتخرج فدائي العرب ببواخر للبقر .
اقرا ايضا : عبد الناصر بس × سمول
إن العرب صادقين مع أنفسهم لم يكذبوا كعادتهم على فلسطين وعدوها وخانونها أكثر من مرّة وأقسموا اليمين المعظم بأنهم لن يدخلوا فلسطين ولن يفتحوا القدس كما فتحها صلاح الدين وأنهم أوهن من كبّ "اسرائيل" في البحر المتوسط أو من مواجهتها لقد فعلها السادات بعد خسارة فادحة ولن يكون في خط المواجهة أو في صفوف الجهاد لدخول الجنّات أفواجاً وزرافات هم اكتفوا بعد أكثر من خمسين سنة بتأييد الفلسطينيين في مسعاهم للسلام وطأطأة الرأس للعدو باعتراف واضح على الهزيمة التي لا ينكرونها ولا يحولونها الى انتصارات من انتصارات بدر وخيبر لذا هم أكثر صدقاً مع أنفسهم اختاروا السلام أو الإستسلام كما يحلو للبعض وصف عرب البحرين لا إكتراث منهم فهم مع السلام بعد أن اعترفوا بهزائمهم وبعدم قدرتهم على تحمل أعباء مواجهة العدو ولو عن بُعد .
لكن العرب الآخرين أو المتبقين أو المنتظرين لدورهم في عملية السلام وخاصة جماعات الخطابات التي لا تغني ولا تُسمن عن جوع من شيوخ المنابر وبعض المستكتبين من حملة أقلام الارتزاق على قضية حاربوا شعبها في كل شعاب وكانوا أكثر جرأة على مواجهة الفلسطينيين من غيرهم وهنا لا دخول لنا في حمامات الدم التي فُتحت على أكثر من مخيم ولا دخول أيضاً في تحديد الصح من الخطأ في معارك أكلت ما تبقى من يباس فلسطيني .
ما جرى في العراق وفي البحرين وما يجري في سورية وليبيا واليمن يؤكد نهاية قضية كانت بحجم أمّة وأمست بحجم شعب وأصبحت بحجم جهة وباتت وحيدة لا ناصر لها سوى ما يصيب المنطقة من إهتزازات إقليمية تدفع باتجاه "فلسطنة" الخلافات بين محوري السعودية وإيران .